(اعلانات ما بعد الكفادة)

09/11/2020 عام | عبدالله شويخ

 2793     0

لو أن أحدهم قال قبل عام من الآن ، بأن حوالي 80 مليون طالب سيدرسون حول العالم من منازلهم بعد عام ، لما صدقه أحد ، لو أن أحدهم قال بأن ما يقرب من 99.4% من الاجتماعات ستكون دون الحاجة للاجتماع (فيزيائيا) أو استخدام القاعات لما صدقه أحد ، لو أن أحدهم قال لك بأنك ستحقق امنيتك (والتي ستندم عليها لاحقاً) بقضاء ستة أشهر متواصلة في المنزل و (بين العيال) لما صدقك أحد !  ..

ولكن كل ذلك قد حدث فعلاً أثناء الجائحة ، فمن ناحية دفعتنا دفعاً لاختصار سنوات من التخطيط نحو تنفيذ سياسات العمل عن بعد والاكتشاف بأنها لم تكن بتلك الصعوبة ولا كانت غولاً مخيفاً ، ولم يكن هناك داع للوسوسة ووضع الستيكر على كاميرا الهاتف النقال ، ومنحت للجميع فرصة لإعادة تقييم ما يمكن اختصاره من ناحية الوقت أو الجهد أو حتى استخدام الموارد ، اكتشفنا بأنه يمكننا أن نعمل دون ان نهل حاجاتنا الاجتماعية ، ويمكننا العيش دون الكماليات ، وبأن الاستثمار في دواخل بيوتنا واحتياجاتنا الحقيقية أولى من الاستثمار على ما نرغب أن يراه الآخرون لدينا ، وهم العابرون المؤقتون ..

من ناحية أخرى فإن التأثير السلبي الاقتصادي للجائحة كان لا يمكن تجاهله خاصة من الناحية الإعلانية خاصة عند فترات منع الحركة وحضرها حيث قام أغلب المعلنون بإيقاف اعلاناتهم على الشوارع وتحويلها للإعلانات التقليدية التلفزيونية والإلكترونية وغيرها ،وهنا سنورد اهم تأثيرات الجائحة على الإعلانات الخارجية وعلاقتها مع (الجمهور) خلال تلك الفترة حيث أظهرت الاستبيانات بأن 68% من الجمهور كانوا أكثر اهتماماً بقراءة الإعلانات في اللوحات الإعلانية أثناء فترات الحظر والتي لم يكونوا يلاحظونها باهتمام سابقا ويمكن أن يعزى ذلك إلى أن الحركة كانت أقل وما يشغل الناس في الشوارع وصل لحده الأدنى ...  

من ناحية أخرى فإن 35 بالمائة من الجمهور لاحظوا إعلانات لها علاقة بحملات (خلك في البيت) وما على شاكلتها حيث كانت تلك الحملات وما يدور في فلكها هي الأكثر استحواذاً على السوق وبالطبع نحن نتحدث هنا على النطاق العالمي لا المحلي فقط .. ومن الأرقام التي يمكن ان تثير انتباه العاملين في المجال أن 51% من الجمهور ركز على العادات الصحية بعد رؤية إعلانات خارجية معينة، بينما ذكر 29% بأنهم يثقون في محتوى ما ينشر في الإعلانات الخارجية أكثر من وسائل أخرى قد تكون معرضة للإشاعات و 47% قاموا بشراء منتجات لها علاقة بالصحة والنظافة وخلافه أثر مشاهدة إعلانات خارجية حول نفس الموضوع ..



الخلاصة ببساطة بأنه في حال تراجع استثمار الإعلانات الخارجية على حرم الطرق لسبب أو لآخر فإن تأثيرها يستمر وهي مرحلة يمكن الاستفادة منها ومن وجودها بشكل كبير في الترويج لما يحتاجه المجتمع في تلك الفترات الحساسة وهو ما قامت به الوزارة تحديداً حيث أطلقت في أثناء الجائحة أحد أكبر الحملات التوعوية الوطنية ، واليوم والحمد لله بعد انحسار الجائحة نوعاً ما ووضوح الرؤية كانت التجربة وفوائدها كبيرة وهو ما استفاد منه فريق الاستثمار بإدراج بند خاص عن استخدام هذه الوسائل في التوعية أثناء أي فترة كوارث أو طوارئ مستقبلية لا قدر الله وبطريقة منهجية وعلميه ... 

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button