لقد تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة منذ أقامها الوالد
المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -طيب الله ثراه - على منهج الوسطية
والاعتدال، واختارت التسامح أسلوب حياة، ونمط قيادة، والتعايش السعيد بين أهل
الأديان والملل على أرضها؛ هدفا استراتيجيا، وقد أصبح هذا الوضع علامة مسجلة
للدولة، تضرب بها الأمثلة الواقعية، وتقدم كنموذج حقيقي لإمكانية أن يتعايش الناس
بسلام على الأرض الواحدة مهما تعددت أديانهم، واختلفت أجناسهم وألسنتهم، مستلهمة
بذلك النموذج الذي أسسه الإسلام، ليحمل
للعالم السلام والإخاء والمحبة، وهو النهج الذي اختارت أن ترسخه في خطابها الديني
من خلال خطط الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وما تسعى إلى بناء نموذجه
من خلال إنشاء مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ومن خلال مناهجها التعليمية؛ التي
تهيئ المواطن الإماراتي وتؤهله لتحمل مسؤوليته في نشر ثقافة الوسطية والاعتدال.
و من المتوقع منا أن نقوم بالعمل على تأصيل المفاهيم، وردها إلى أصولها وينابيعها الأولى؛ التي جعلت الإسلام يدخل القلوب، وتقبله العقول؛ من خلال التربية الأخلاقية، والالتزام المنضبط المتسامح مع المخالف؛ وبالتعاون على البر والتقوى، فنقوم باستعادة إنسانية الخطاب الديني وواقعيته، وتعزيز ثقافة السلم وروح المحبة والإخاء الإنساني، وترسيخ قيم المواطنة، وتجلية مفهوم الوسطية والاعتدال مبنيا على نصوص الكتاب العزيز والسنة المشرفة.
للمساعدة، برجاء التواصل مع:
مواضيع شائعة للبحث