التعليم عن بعد في معهد التدريب القضائي – وزارة العدل

29/09/2020 العدل والسلامة والقانون | المستشار الدكتور/ محمد محمود الكمالي - مدير عام معهد التدريب القضائي

 2691     0

مفهوم التعلم عن بعد هو توصيل المادة التعليمية الى المتعلم عبر استخدام وسائط تقنية المعلومات الى مكان تواجد المتعلم بحيث يمكن للمتعلم الانخراط في العملية التعليمية دون الحضور الى مكان الجغرافي للتعليم، ان نشأة التعليم عن بعد يمكن ربطه بالتعليم بالمراسلة حيث كان يتم تزويد المتعلم بالمنهج التعليمي الورقي عبر ارساله بالبريد العادي و يتم بهدها تحديد موعد للاختبار يجب ان يحضر المتعلم بشخصه الى مقر المؤسسة التعليمية لتقديم الاختبارات التحريرية و الشفهية و اتبعت بعض المؤسسات التعليمية و الجامعات التي تسمى بالجامعات المفتوحة هذا المنهجية حيث كان المتعلم يعتمد على نفسه في قراءة و فهم المواد التعليمية المكتوبة و الاستعداد للاختبار مع إمكانية الاستعانة ببعض المختصين المحليين في موضوع التخصص و قد تطور الامر بعد ذلك بتطور التقنيات الحديثة مثل المذياع و التلفزيون و لجات بعض المؤسسات التعليمية الى بث المواد التعليمية عبر هذه القنوات و الجدير بالذكر ان وزارة التربية و التعليم في بعض الدول اعتمدت القنوات التلفزيونية العامة أو قنوات تلفزيونية تعليمية خاصة لبث دروس التقوية للمناهج الدراسية لا سيما منهج  اخر المرحلة الإعدادية أو الثانوية في ذلك.
ومع الثورة الصناعية وظهور الحواسيب وشبكة الانترنت أصبح الكثير من الجامعات تعتمد نظام التعليم عن بعد الجزئي من خلال اتاحة الفرصة بالتواصل بين المعلم والمتعلمين فيما يتعلق بتوجيه الاستفسارات بعد الانتهاء من المحاضرة او تقديم البحث والتراسل بين المحاضر والمتعلم، كما اعتمد بعض الجامعات نظام التعليم عن بعد الكلي من خلال الحقائب التدريبية الالكترونية و بعدها تطور الامر الى الحقائب التدريبية الذكية و الذي تم الاستغناء عن المحاضر الفعلي و اقتصر دور المحاضر و المؤسسة التعليمية الاشراف على المحتوى التعليمي و أصبحت المواد التعليمية متوفرة (24/7) على مدار الساعة حيث يستطيع المتعلم اختيار الوقت المناسب له مما سهل الالتحاق بالتعليم و التدريب للكثير من الأشخاص الذين لا يتسنى لهم التقيد بالحضور الى مقر المؤسسة التعليمية.

و رغم ان التدريب عن بعد كما ذكرنا أسلوب يتبعه الكثيرون من المؤسسات التعليمية والتدريبية الا انه تم استخدامه بكثب عند ظهور جائحة كوفيد 19 (كرونا) في مختلف المجالات ، وقد كان لزاما على معهد التدريب القضائي الاستمرار في الدورات التدريبية الأساسية لوكلاء النيابة والمحامين لارتباطه بالمدة التي يجب ان ينتهي المنتسبين خلالها المتطلب التدريبي كما استمر المعهد في دورات التأهيل المستمر و عقد الندوات للمنتسبين لوزارة العدل والجهات ذات الصلة بالعمل القانوني عن بعد و ظهور هذا الظرف الاستثنائي حفز قدرات إدارة المعهد للبحث عن أفضل الوسائل و الطرق و تقديم أفضل ما لديهم من ملكات و قدرات لتنفيذ البرامج التدريبية على أكمل وجه.
ويمكن تلخيص الإيجابيات التدريب عن بعد في معهد التدريب القضائي في النقاط التالية:
تقليل المدة وعدم الارتباط بمكان التدريب:
أدى تبني التدريب عن بعد الى تقليل المدة بالنسبة للمتدرب حيث كان يستغرق وقتا للوصول الى مقر المعهد، في حين أن الانخراط في البرنامج التدريبي عن بعد يمكن توفير الوقت الذي يستغرق الحضور الى المقر التدريبي ولا يلزم التواجد في مكان التدريب ولا يتطلب سوى الدخول الى جهاز الحاسوب أو حتى الهاتف المتحرك.
اتاحة الفرصة لحضور برامج خارج الدولة ومن خارج الدولة بالنسبة للمتدرب والاستفادة من مدرب خارج الدولة:
يتيح التدريب عن بُعد حضور الدورات التدريبة أيا كان موقعها، اذ لا يتطلب ان يكون المتدرب متواجدا في الدولة التي يكون فيها التدريب مما يوفر معه الوقت والمال جراء استخراج تأشيرات دخول أو حجز تذاكر السفر وتكلفة الفندق وغيرها كما يمكن الاستفادة من المحاضرين من خارج الدولة وبتوفير الوقت والمال..


المستشار الدكتور/ محمد محمود الكمالي - وزارة العدل

مدير عام معهد التدريب القضائي

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button