يُشير مفهوم "الثقافة السياسية" إلى "مجموعة المعتقدات والقيم والمشاعر والتوجهات وأنماط السلوك المتعلقة بالأفراد في علاقاتهم مع ‏السلطة السياسية في المجتمع، وبخاصة قيم الحرية، والولاء والانتماء، والشرعية والمشاركة".

تُعد "ثقافة المشاركة السياسية" أهم أنواع الثقافة السياسية؛ لأنها ثقافة سياسية تحمل معنى إيجابياً يتمثل في مشاركة المواطنين في الحياة السياسية -بشكل إيجابي- عن طريق ممارسة حقهم في التصويت والترشح للمجالس النيابية، أو قيامهم بمساندة القيادات الحكومية في إدارة العمل السياسي في الدولة، أو على الأقل- مناقشة القضايا السياسية مع الآخرين من خلال الانضمام إلى منظمات المجتمع المدني؛ مما يترتب عليه استقرار النظام السياسي وزيادة ولاء المواطنين للسلطة الحاكمة، ومعرفة المواطنين حقوقهم وواجباتهم معرفة تامة بما يزيد من درجة الواقعية والمرونة فى مطالب هؤلاء المواطنين.

لا تتطلب المشاركة السياسية مشاركة جميع المواطنين في كل الأنشطة والمجالات السياسية في الدولة في كل وقت، بل يعني ذلك مشاركة أكبر عدد ممكن منهم في أكبر عدد ممكن من هذه الأنشطة والمجالات السياسية، وذلك بالقدر الذي تسمح به استعدادات هؤلاء المواطنين وقدراتهم وميولهم.

وتتنوع صور مشاركة المواطنين في الحياة العامة إلى عدة أنشطة تقليدية وأخرى غير تقليدية: حيث تشمل الأنشطة التقليدية التصويت في الانتخابات ومتابعة الشؤون السياسية، والمشاركة في الحملات الانتخابية للمرشحين للمناصب العامة سواء بالمال أو الدعاية لهم، والانضمام إلى منظمات المجتمع المدني، والترشيح للمناصب العامة في الدولة. بينما تشمل الأنشطة غير التقليدية بعض الأنشطة القانونية مثل التقدم بالشكاوى إلى السلطات العامة.

تفرض ثقافة المشاركة السياسية عدداً من المبادئ التي يجب أن يتحلى بها كل مواطن يرغب في المشاركة في صنع القرارات الوطنية بشكل ما، أهمها:-

·        الولاء للقيادة السياسية، والانتماء إلى الوطن وتاريخه وموروثاته، والحفاظ على مبادئه وخصوصياته، والحرص على المصلحة الوطنية.

·        احترام رأي الآخرين؛ بحيث لا يتشبث كل منا برأيه، ولا يقلل من شأن آراء الآخرين، حتى وإن لم تكن متفقة مع رأيه، فعلينا تطبيق القول المأثور: "إن رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".

·        نشر ثقافة المشاركة الإيجابية؛ بحيث تصبح هذه الثقافة ممارسة يومية في جميع مناحي حياتنا.

·        احترام مبدأ المساواة، لاعتبارها دعامة أساسية من دعامات مجتمعنا.