منذ قيام الاتحاد على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، جعلت دولة الإمارات العربية المتحدة من التعليم وسيلة للتنمية وسخرت له كافة الإمكانيات والممكنات من أجل الارتقاء به، حتى أثمرت هذه الجهود تخريج أجيالاً تمتلك المعرفة والمهارة والإرادة، وعلى مر العقود الخمس الماضية، شهد التعليم تغيرات نوعية على كافة الأصعدة وذلك بما ينسجم مع متطلبات كل مرحلة في مسيرة دولتنا الحبيبة.
يعتبر ملف التعليم من أولويات الدولة، لذلك حرصت قيادتنا الرشيدة على دعمه بما يضمن تقدمه وريادته على المستوى العالمي، وعملت الإمارات منذ سنوات على تقديم مفهوم أعمق للتميز والريادة والإنجاز حتى بات الرقم واحد تعريف الإمارات للجودة في كل القطاعات، ونحن كجهة مسؤولة عن التعليم الوطني وضعنا هذا المعيار في كافة خططنا لتحقيق تطلعات دولتنا وقيادتنا.
واستكمالاً للجهود التي بذلت في قطاع التعليم خلال السنوات الخمسين الماضية، عملت مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي على مشاريع محورية ساهمت في تقدم قطاع التعليم أبرزها مشروع مجمعات زايد التعليمية التي تعتبر أحد أكبر المشاريع الوطنية للارتقاء بقطاع التعليم في الدولة والتي جاءت بالتعاون مع ديوان الرئاسة ووزارة الطاقة والبنية التحتية حيث تم إنجازه في مدة قياسية تراوحت ما بين 6-8 أشهر وتصل طاقتها الاستيعابية المجمعات 11 إلى28 ألف طالب وطالبة.
كما أطلقنا خلال الفترة الماضية العديد من المبادرات الريادية التي تهدف إلى توحيد الجهود من أجل الوصول إلى ما تأمله منا قيادتنا في ملف التعليم، حيث عقدنا أكثر من 20 لقاء مفتوح للتعرف على تحديات الميدان التربوي و إشراكه في عملية تطوير قطاع التعليم الوطني ، كما أطلقنا برامج تدريب تخصصية تستهدف الميدان التربوي من أجل الارتقاء بمهاراتهم و أدواتهم التربوية، ونعمل على مبادرات من أجل ترسيخ بيئة تعليمية قائمة على المشاركة والابتكار تعزز لدى طلبتنا هذه المفاهيم بأفضل ما يمكن إلى جانب تخريج أجيال معتزة بقيمها ومبادئها و بهويتها الوطنية.
و كما عملنا في المؤسسة على تطوير كافة مقومات المنظومة التعليمية، فبالتزامن مع ما تم تحقيقه من إنجازات على صعيد البنية التحتية التعليمية والتقنية، فقد رسخنا سياسات جديدة انعكست إيجاباً على ممارسات كافة منتسبي الميدان التربوي، فالتواصل المباشر والشفافية شكلا محورين مهمين يضمنان للكوادر التربوية و أولياء أمور المشاركة البناءة والفاعلة في اتخاذ وصنع القرارات التربوية وذلك من خلال فتح كافة قنوات التواصل مع المجتمع ودعمهم من خلال التأكيد على أهمية أدوارهم وضرورة العمل يداً بيد و بروح الفريق الواحد لتحقيق ما نصبو إليه جميعاً.
نعمل من أجل هدف واحد وهو تطوير منظومة التعليم، فالتعليم كان ولا زال استثمار الإمارات الأول ووسيلتها لبلوغ أهدافها، وبفضل رؤية قيادتنا الرشيدة ومتابعتها الحثيثة نمضي قدما في إرساء دعائم منظومة تعليمية تواكب تطلعات المستقبل.
سعادة المهندس محمد القاسم
مدير عام مؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي