وسائل التواصل الاجتماعي ثورة في مجال الأعمال الخيرية (الجزء الأول)

20/09/2023 الأعمال الخيرية والإنسانية | مريم علي خميس المنصوري

 3673     0

تشهد وسائل التواصل الاجتماعي تطورًا مذهلاً في العصر الحديث، حيث أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية . وفي هذا السياق، يبرز دور وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد في مجالات مختلفة، بما في ذلك الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والخيرية. واحدة من تلك المجالات هي جمع الزكاة، التي تعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة وواجبًا على المسلمين. وتتطلب عملية جمع وتوزيع الزكاة تنسيقاً دقيقاً ووسائل فعّالة لضمان وصولها إلى المستحقين بطريقة مُنظمة. حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا حيويًا في تسهيل جمع الزكاة وتعزيز الوعي بأهميتها وآليات تطبيقها.

كيف ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إحداث ثورة في مجال الأعمال الخيرية

  • قامت منصات وسائل التواصل الاجتماعي بإحداث ثورة  في الطريقة التي تتفاعل بها الجهات غير الربحية مع جمهورها، وتعزيز الوعي. من خلال استغلال نطاق وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، تقوم الجهات الخيرية بتجاوز الحواجز وتعزيز الروابط المعنوية. أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تحولاً جذرياً في قطاع الجهات الخيرية ومنظومة العمل الخيري من خلال:

1.       توسيع النطاق وتعزيز الوعي

واحدة من أكبر مزايا وسائل التواصل الاجتماعي في مجال الجهات الخيرية هي قدرتها على الوصول إلى جماهير واسعة. حيث أن الأعداد تهم، ومنصات مثل فيسبوك، تويتر، إنستجرام، ولينكد إن تحتوي على مليارات من المستخدمين النشطين حول العالم، مما يوفر فرصة غير مسبوقة للجهات الخيرية لتوسيع نطاق تأثيرها وزيادة الوعي حول قضاياها. من خلال السرد المقنع، والصور ذات التأثير، والمحتوى القابل للمشاركة، يمكن للجهات غير الربحية أن تتواصل مع مجتمعات متنوعة، مما يعزز التعاطف والفهم.

 

2.       تعزيز التفاعل والمشاركة

قد غيرت منصات وسائل التواصل الاجتماعي مجال العمل الخيري من خلال توفير المساحة للحوار التفاعلي والمشاركة في الوقت الفعلي. يمكن للجهات الخيرية استغلال هذه المنصات لتشجيع إنشاء محتوى تنشئه المستخدمين، مثل مشاركة تجاربهم الشخصية، والمشاركة في التحديات، أو تنظيم فعاليات لجمع التبرعات. من خلال الإعجابات، والتعليقات، والمشاركات، يسهم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي بنشر الوعي، وبناء شعور بالمجتمع، وتشجيع المشاركة، مما يعزز في النهاية رسالة المبادرات الخيرية.

3.       بناء روابط حقيقية

تعزز وسائل التواصل الاجتماعي من إنسانية الجهات الخيرية من خلال توفير منصة للسرد الحقيقي والروابط الشخصية. يمكن للجهات غير الربحية مشاركة قصص الأفراد الذين تأثرت حياتهم بشكل إيجابي بعملهم، مما يظهر الفرق الملموس الذي يحققونه في العالم. من خلال تسليط الضوء على الإنسانية وراء مهامهم، يمكن للجهات الخيرية تعزيز الثقة وبناء علاقات دائمة مع داعميها.

4.       جمع التبرعات وجذب المتبرعين

قد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي من طبيعة جمع التبرعات من خلال توفير منصات جديدة لجذب المتبرعين وتسهيل جهود جمع الأموال. منصات مثل جوفندمي، كيك ستارتر، وجمع التبرعات على فيسبوك تسمح للأفراد بإنشاء حملات شخصية ومشاركتها بسهولة عبر شبكاتهم الاجتماعية. هذا يتيح للأفراد المساهمة مباشرة في القضايا والمبادرات التي يهتمون بها.

5.       بيانات مبنية على الأدلة والرسائل المستهدفة

تقدم منصات وسائل التواصل الاجتماعي أدلة قيمة مبنية على البيانات حول سلوك الجمهور واهتماماته والديموغرافيا. تتيح هذه الثروة من المعلومات للجهات الخيرية تنقيح رسائلها، وتصميم حملات مخصصة لجماهير محددة، وتعزيز تأثيرها. من خلال تحليل مقاييس التفاعل والملاحظات من المستخدمين، يمكن للجهات غير الربحية تحسين استراتيجياتها للمحتوى، وفهم تفضيلات داعميها بشكل أفضل.

لذلك، من الواضح للغاية أن وسائل التواصل الاجتماعي قد غيّرت مجال الجهات الخيرية بشكل كبير. فقد قوَت هذه الوسائل الجهات الخيرية وعززت تأثيرها، كما ساهمت في رفع الوعي. مع استمرار تطور التكنولوجيا، من الضروري أن تواصل الجهات الخيرية مواكبتها مع جميع التطورات لضمان تحقيق أقصى تأثير.

 

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button