تحقيق التوازن بين الجنسين

14/03/2021 عام | سعادة حنان خلفان عبيد العليلي

 4697     0

في الوقت الذي تمضي فيه دولة الإمارات العربية المتحدة  نحو تتويج يوبلها الذهبي هذا العام وتفخر بما حققته من انجازات على شتى الأصعدة، يسعدني كأول سفيرة عربية مقيمة لدى جمهورية لاتفيا أن أسلط الضوء على الرؤى المتشابهة التي تربط دولة  الإمارات بجمهورية لاتفيا عندما يتعلق الأمر بتحقيق التوازن بين الجنسين، لا سيما تمكين المرأة التي حظت بدعم القيادة الرشيدة على مر الـخمسين عام الماضية، لتبرهن اليوم للعالم أن لا شي مستحيل، وتواصل مسيرتها في تحقيق الإزدهار والتنمية بدولة الإمارات في كافة المجالات، متحديةً كافة الصور النمطية عن المرأة في العالم العربي.

 

ووفقًا لمخرجات تقرير الفجوة العالمية بين الجنسين الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي(WEF)لعام 2020، احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة العاشرة في المساواة في الأجور بين الجنسين، والأولى عالمياً في مجال محو الأمية والإلتحاق بالتعليم الذي تؤمن الدولة بأنه النواة الأولى لإعداد أجيال واعدة وبالتالي ضمان تحقيق التوازن بين الجنسين.

 

حظت المرأة الإماراتية في المجتمع بدعم وتقدير لا محدود على مدى العقود، بفضل القيادة الرشيدة التي سعت في غضون أربع سنوات فقط من قيام اتحاد الدولة إلى تأسيس الاتحاد النسائي العام ، برئاسة أم الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت امبارك الكتبي، حفظها الله ورعاها، لتعلن بذلك 28 أغسطس يوماً للمرأة الإماراتية وذلك تقديراَ وعرفاناً لجهودها المبذولة.

 

كما حرصت القيادة الرشيدة كل الحرص على جعل مسألة تمكين المرأة على سلم أولوياتها سواء في الداخل أو عبر سفاراتها في الخارج التي أخذت على عاتقها مهمة تمكين المرأة من خلال تنفيذ المبادرات التي تستهدف فئة النساء والفتيات، حيث يسعني في هذا الصدد أن أشير إلى الدور الفعال الذي تلعبه سفارة الدولة في ريغا من خلال تعاونها الحثيث مع بعض المنظمات التي تعنى بشؤون المرأة ، أبرزها منظمة" MARTA " التي تعد الهيئة الحقوقية الوحيدة في لاتفيا تقدم الخدمات الاجتماعية والقانونية والنفسية والمهنية للبالغين الذين وقعوا ضحايا للعنف والاتجار بالبشر، ومساعدة الأطفال المعرضين للخطر والحد من أشكال العنف بين فئة الشباب من خلال تبنيها للطرق والبرامج المختلفة. فضلاً عن المشاركة المستمرة للسفارة في أنشطة بعض المنظمات الأخرى منها النادي النسائي الدولي في ريغا، وبازار الكريسماس السنوي وغيرها من الفعاليات والحملات الخيرية.

 

وبهذا ،أجمع العالم اليوم على أن  تمكين المرأة يعد الانطلاقة الأولى نحو خلق التوازن بين الجنسين في المجتمعات، حيث تخطو في هذا السياق كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ولاتفيا خطى موازية في ذات الاتجاه، مما ساعدني كسفيرة للدولة على فهم الروابط المشتركة بين البلدين في هذا المجال واطلاع الجانب اللاتفي على فرص الدعم التي تتيحها القيادة الرشيدة للمرأة، منها تمثيلها في البرلمان الإماراتي بنسبة 50% مما مكنها من تبوأ العديد من المناصب العليا، كتولي رئاسة مجلس النواب بين عامي 2015 و 2019، لتكون المرأة الإماراتية بذلك الأولى في الوطن العربي تتولى هكذا منصب وتتعدى نجاحاتها إلى المستوى العالمي وتتصدر أيضاً قوائم النساء الأكثر إلهاماً ، وخير مثال على هذا، معالي سارة الأميري ، وزيرة الدولة للتقنيات المتقدمة ،التي تم إدارجها مؤخرًا على قائمة BBC التي تضم 100 امرأة ملهمة ومؤثرة لعام 2020 بفضل تفانيها في قيادة بعثة الإمارات لاستكشاف المريخ وترؤسها لوكالة الإمارات للفضاء، وغيرها من النجاحات التي تشاطرها فيها اليوم المرأة اللاتفية، التي تولت هي الأخرى العديد من المناصب الحكومية العليا، بما في ذلك رئاسة البلاد ومجلس الوزراء، والبرلمان الذي تم إعادة انتخاب رئيسته الحالية للمرة الثانية على التوالي.

 

مع أخذ كل ما سبق في الاعتبار ، يسعدني أن أخطو إلى الخمسين عامًا القادمة لدولة الإمارات العربية المتحدة وأن أكون جزءًا في مسيرة التنمية،  كما يشرفني أن أتيحت لي الفرصة لفهم أوجه الشبه بين البلدين الصدقين الإمارات ولاتفيا والفخر بما حققة البلدين من انجازات بفضل سواعد نساءها ورجالها على حد سواء.

 


تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button