حكومة بلا ورق: الارتقاء بمستقبل الحياة بعد 2021!

25/07/2019 تكنولوجيا | سعادة وسام لوتاه المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية

 9287     0




قد يبدو العام 2021 لازال بعيداً للبعض ولكننا في دبي الذكية نراه قريباً جداً إن نظرنا لسرعة الحياة في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم وإن أخذنا بالاعتبار رؤية قيادتنا وطريقتنا في التخطيط وتنفيذ المشاريع التي نسعى فيها دوماً للتفوّق على ما نضعه لأنفسنا من أهداف. ودائماً ما أقول للزملاء من قيادات التقنية في المنطقة والعالم أن التحوّل اللاورقي بتطبيق استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية رغم أهميته ومستوى الطموح فيه إلا أننا ننظر إليه كمجرّد إنجاز آخر في رحلتنا نحو المستقبل وهو ما يُقابل بالاندهاش نظراً لأن الاستغناء عن الورق في المعاملات الحكومية يقترب من المستحيل في كثير من مدن ودول العالم حتى هذه اللحظة.


بالنسبة لي تكمن الإجابة في الرؤية الأكبر والأشمل التي أقرأ دورنا بدبي الذكية من خلالها وأقرأ أهمية استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية عبرها، ألا وهي وثيقة الخمسين التي أعلنها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله" التي تتضمن تسعة بنود تضم جوانب من رؤية سموه لمدينة دبي المستقبل والحياة التي يتمناها لكل من يعيش في مجتمعها. فالتحوّل اللاورقي من وجهة نظري ممكن استراتيجي لاثنين من بنود الوثيقة وهما على وجه التحديد: إيجاد خط دبي للحرير للبناء على المكانة الاقتصادية والحضارية لدبي، وإنشاء أوّل منطقة افتراضية تجارية ليكون فتح شركة أسهل من فتح حساب إلكتروني. وأمام هذه النوعية من الأهداف يُصبح التحوّل اللاورقي ممكناً استراتيجياً للتحوّل الرقمي لتحقيق مثل هذه الرؤى.


ولكن ما الذي سينتظر الناس عند اكتمال التحوّل لحكومة بلا ورق بالكامل عام 2021؟ سنستغني عن الورق في كافة تعاملاتنا الحكومية داخل المؤسسة الواحدة وفي تعاملات الجمهور من عُملاء المؤسسات. ولتحقيق الاستراتيجية استندنا على 3 دعائم هي أولاً: التقنية بتوفير كافة المتطلبات التقنية للجهات الحكومية والجمهور بشكل يضمن التحوّل الكامل في المعاملات والإجراءات، وثانياً: التشريعات: حيث نعمل مع الشركاء الحكوميين والجهات المختصة على إجراء أي تعديلات تشريعية يتطلبها التحوّل الرقمي لحوكمة وتنظيم المعاملات الورقية بجميع الجهات، وثالثاً: الثقافة: وهو عادة التحدّي الأكبر في أي تحوّل يلمس أسلوب حياة وعمل الإنسان، ولذلك صممنا ما يمكننا من التغلّب على التحديات في ثقافة المؤسسات ككل وحتى الأفراد من الجمهور والعاملين في المؤسسات.


وعندما نقول حكومة بلا ورق نقصد ذلك بكل ما تحمل الكلمة من معنى، أي أن كافة الجهات الحكومية لن تطلب أو تُصدر أية وثائق ورقية في أي جزء من تعاملاتها. وتطبيق الاستراتيجية - الذي اقتربنا فيه من إنجاز المرحلة الثانية بنجاح كبير في الربع الأخير من 2019- يتطلّب منّا المراجعة الشاملة للمعاملات الورقية على 3مستويات وهي: المعاملات الورقية الداخلية بين الإدارات المختلفة، والمعاملات الورقية في نقاط خدمة الجمهور، وكذلك المعاملات الورقية التي يجلبها العميل لدائرة حكومية ما.


الآثار الإيجابية لتطبيق استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية لا حصر لها بنظري ولكن أهمّها أننا سنستغني تماماً عن أكثر من مليار ورقة يتم استهلاكها في التعاملات اللاورقية من الجهات الحكومية سنوياً، والتي توازي في قيمتها الاقتصادية ما يكفي لإطعام 4ملايين طفل جائع حول العالم، وتساهم في حماية البيئة بالحفاظ على 130ألف شجرة كانت تُقطع لإنتاج هذه الكميات من الورق، وكذلك توفير أكثر من 40ساعة لكل إنسان في دبي كانوا يقضونها سنوياً في إنجاز المعاملات اللاورقية. وبالعودة لما تطرقت له في البداية سيعزز كل ذلك دورنا في تحقيق ما تضمنته وثيقة الخمسين والهادفة لتعزيز موقع دبي كقوة اقتصادية والارتقاء الدائم بمستوى الحياة فيها. أي أننا بإنجاز استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية لا نستغني عن الورق فحسب بل نؤسس للارتقاء باقتصادنا وحياة الناس لما بعد 2021.


تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button