14/11/2022 عام | خديجة عبدالسلام محمد بن اسحاق
3266 0
أصبح موضوع استشراف المستقبل من الضرورات الملحة في عصرنا، لاسيما وأن التغيرات التي تحدث يوماً بعد يوم هي متسارعة، والمخاطر متزايدة. لذا و سعيًا من الصندوق لضمان الجهوزية المستقبلية لمواجهة المخاطر المتوقعة، عمل على إجراء دراسة استشرافية بعنوان "المخاطر الاجتماعية المستقبلية وأثرها على صندوق الزكاة"، حيث تم استخدام منهجيات وأدوات استشراف المستقبل كأساس مثل (تحليل أثر التوجهات والتحليل المورفولوجي)، تضمنت الدراسة اختيار مجموعة من المخاطر المتوقعة والتي ستؤثر على المجتمع المستقبلي مثل: (تغير التركيبة السكانية - شيخوخة المجتمعات- تحدي التحضر- ارتفاع النزعة الفردية - انخفاض الشمولية في المجتمعات- ارتفاع نسبة البطالة- ازدياد نسبة الجرائم- ازدياد معدلات الأمراض النفسية- ازدياد الإدمان الرقمي)ـ وتم العمل على تحليل أثرها بشكل تفصيلي للخروج ب3 سيناريوهات مستقبلية مختلفة( المجتمع المضطرب - المجتمع المتوازن، المجتمع التقليدي).
تعرف التوجهات المستقبلية كونها الاتجاه العام لتغير أو تطور موضوع معين. ويمكن أن تتسم التوجهات المستقبلية بالثبات، والتنوع والتغير بمرور الوقت، أو التحول بشكل كامل عن التوقعات التي تم التنبؤ بها في الماضي نتيجة وقوع حدث عالمي كبير غير متوقع. التالي هو مجموعة من المخاطر المستقبلية التي يجب أن يأخذها صندوق الزكاة في الاعتبار عند تخطيطه للمستقبل:
1. تغير التركيبة السكانية:
سيرتفع عدد سكان العالم في عام 2050 ليتجاوز 9 مليارات نسمة (بزيادة مليارين عن العدد الحالي). إن تغير التركيبة السكانية للدولة يؤثر بشكل مباشر على أعمال الصندوق، فعلى سبيل المثال سيؤدي ارتفاع أعداد المهاجرين للدولة إلى زيادة التنوع الديني واختلاف الثقافات، مما يعني أن عدداً أكبر من أصحاب رؤوس الأموال لن يؤدوا الزكاة لاختلاف الديانات والثقافات، كما أن ارتفاع أعداد السكان سيؤدي إلى ازدياد أعداد مستحقي الزكاة وعلى أعداد الطلب على المساعدات الغذائية المقدمة من الصندوق.
1. شيخوخة المجتمعات
وصلت
شيخوخة سكان العالم اليوم إلى أعلى مستوى منذ نشوء البشرية حتى الآن، وهي الظاهرة
التي لا زالت بازدياد مستمر. ويكمن السبب وراء هذه الظاهرة في إطالة متوسط العمر
المتوقع و/أو انخفاض معدلات الخصوبة. من المتوقع زيادة الشيخوخة بنسبة 46 % في
العام 2030، وأن يزيد عدد من هم فوق سن الـ 80 ثلاثة أضعاف (من 143 مليونا في 2019
إلى 426 مليونا في عام 2050) ما سيزيد الطلب على المساعدات التي تستهدف فئة كبار
السن،
2. تحدي التحضر
يبلغ
عدد سكان العالم الحالي أكثر من 7 مليار نسمة، ومن المتوقع أن ينمو إلى أكثر من 9
مليار نسمة بحلول عام 2050، وفي 2050 تم التنبؤ بأن ما يقرب من 80٪ من سكان العالم
سوف يتحولون إلى مدن , حيث أن للتحضر أثراً كبيرًا على صندوق الزكاة، كما سيؤدي
التوسع الحضري السريع إلى تقويض ركائز التنمية المستدامة الثلاث: التنمية
الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، وحماية البيئة، ولن يستفيد المجتمع استفادة
متساوية، فسيحدث تفاوت اجتماعي واقتصادي كبير بالنسبة للأقليات والشباب وكبار السن
والنساء.
3. النزعة الفردية
مستقبلًا
سيُبدي الأفراد ميولاً أكثر إلى السمات الفردية، وسيصبحون أكثر حذراً حول الحجم
الكبير للعائلات والعبء الاقتصادي الذي يترافق مع تنشئة الأطفال، كما سيشكّل صعود
النزعات الفردية تهديداً لرأس المال الاجتماعي لما له تأثير على التفاعل الاجتماعي
وقيم التضامن لدى الفرد مع بقية أفراد مجتمعه، الأمر الذي قد يؤثر على نسب دافعي
الزكاة والمساهمين في مشاريع صندوق الزكاة.
4. تراجع الشمولية في المجتمعات
يُشكل
تصاعد عدم المساواة تهديداً للشمولية، وبالتالي يهدد أيضاً الترابط الاجتماعي عالمياً.
فالثروة العالمية ستصبح بيد الاغنياء مما يقلل نسبة الطبقة المتوسطة منها. مما
سيؤدي إلى توسّع فجوة عدم المساواة وارتفاع نسبة الفقر، مسببًا تهديدًا للترابط
الاجتماعي عبر تفاقم التهميش الاجتماعي والاقتصادي والاضطرابات والتظلمات الجماعية.
5.
البطالة في المجتمع
سيؤدي التقدم التكنولوجي الهائل الى حالة من انعدام التناغم بين الكفاءات
المطلوبة والكفاءات الموجودة مما سيزيد نسبة البطالة في المجتمع. ويتوقع المنتدى
الاقتصادي العالمي أن 42٪ من المهارات الأساسية المطلوبة لأداء الوظائف الحالية
ستتغير في العامين المقبلين. لذا ستختفي الكثير من الوظائف مما سيوثر على نسبة
العاطلين عن العمل في حال لم يتم تأهيلهم بشكل مسبق.
6. نسبة الجرائم
بحلول
عام 2030، سيتعين على المدن في العقد المقبل إدارة مجموعة متزايدة من المخاطر. إذ
ستعزز الرقمنة المتزايدة، والتقدم التكنولوجي والتوترات الإقليمية من هشاشة المدن العالمية ومن قابليتها للتأثر،
بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك طلب أكبر على السلامة الشخصية من المواطنين وسيكون
الأمن الإلكتروني وتزايد مخاطر الإرهاب دور باز في ذلك، كما ستعزز ارتفاع نسبة
البطالة والفقر في المجتمع من زيادة الجرائم بمختلف أنواعها وليست الإلكترونية فقط
الأمر الذي سيكون له تأثير على صندوق الزكاة في تعزيز الوعي المجتمعي والقيم
الدينية وفي كم الميزانية المخصصة لدعم أسر السجناء.
7. ازدياد معدلات الأمراض النفسية
من
المتوقع أن يزداد انتشار العديد من الأمراض المرتبطة بسلوك الأفراد بحلول عام 2030،
حيث أن الصحة النفسية ستشكل تحدي جديد في المستقبل، بسبب طبيعة الحياة المتوقعة
فعلى سبيل المثال سوف تؤثر الوحدة على عدد متزايد من الأشخاص بسبب: زيادة عدد المهاجرين من بلدانهم
لأهدافٍ اقتصادية، تراجع حجم الأسر، تراجع الزيجات وزيادة الميل للعيش وحيداً،
شيخوخة المجتمعات. وستواجه دولة الامارات ارتفاع متوسط عمر الأفراد ومخاطر الأمراض
المتعلقة بالصحة النفسية مما قد يسبب زيادة معدلات الفقر، الأمر الذي سيؤثر على
الفئات المستهدفة من الصندوق، وسيحتم عل الصندوق تقديم دور فعال مجتمعياً في
الوقاية من الأمراض النفسية والسلوكية التي تنعكس سلباً على المجتمع ككل.
8. ارتفاع معدلات الإدمان الرقمي
بحلول عام 2030، سيتم الاعتراف بالإدمان الرقمي على أنه أحد الأوبئة التي تؤثر عالمياً على الصحة الاجتماعية. 35% من مستخدمي الإنترنت الذين خضعوا لدورات علاجية للتخلص من السموم الرقمية كانوا يشعرون بالضياع أو «الانقطاع» أو بالخوف من البعد عن الهاتف، الأمر الذي يشهد على زيادة اعتياد الأفراد على التكنولوجيا للشعور بالانتماء والدمج الاجتماعي، من ناحية أخرى تُسهم الفجوة الرقمية في تصاعد حالات عدم المساواة وتُستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لممارسة التنمّر ونشر الكراهية. مما سيتسبب في قلة روح العطاء الذي تنساب معه كل المشاعر الإنسانية، كما أن ارتفاع استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي يسهم في تقليص التفاعل الحقيقي بين الأفراد ضمن المجتمع، والذي يؤدي إلى العزلة.
·
·
https://www.futuretimeline.net/blog/2020/07/15-world-population-expected-to-peak.htm
·
https://sdg.iisd.org/news/world-population-to-reach-9-9-billion-by
·
https://www.gartner.com/smarterwithgartner/9-future-of-work-trends-post-covid-19/
·
http://www3.weforum.org/docs/WEF_Future_of_Jobs_2020.pdf
للمساعدة، برجاء التواصل مع:
مواضيع شائعة للبحث