الثقة الرقمية: تعزيز التحول الرقمي في القطاع المصرفي

26/08/2022 الشركات والأعمال | بقلم عبدلله الحمادي، المدير التنفيذي لمركز الوثائق الإلكتروني

 3597     0

يشكل التحول الرقمي مفتاح التطور لجميع القطاعات وطريقها الأمثل إلى المستقبل، حيث عمد قطاع الخدمات المالية إلى تبني هذا الاتجاه الهام في جميع نواحي أعماله، وعلى رأسها القطاع المصرفي، الذي شهد تطوراً ملحوظاً تمثل في تقديم الحلول المبتكرة وتوفير إمكانية الوصول إليها بسرعة وسهولة، مدفوعاً بالتحول الرقمي واعتماد التقنيات المتقدمة والمعاصرة. وتضمن الخدمات المصرفية الرقمية المتوفرة اليوم تلبية جميع متطلبات العملاء من خلال توفير إمكانية إتمام مختلف التعاملات المصرفية عبر تطبيقات الهواتف الذكية مباشرةً، بما يحقق مفهوم الثقة الرقمية، والذي يتمحور حول تأمين الخدمات الشاملة بموثوقية تامة للارتقاء بتجارب العملاء. وفي سعيها لاكتساب ثقة العملاء، تحرص المصارف على تأمين البيانات والمعلومات الشخصية لعملائها وضمان المحافظة على خصوصيتهم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال اعتماد الحلول الرقمية المناسبة التي تساهم في بناء أساس قوي من الثقة الرقمية، كونها إحدى ركائز التحول الرقمي الأساسية. وفي أعقاب جائحة "كوفيد-19"، اتجهت جميع المؤسسات، بما فيها المصارف، إلى إطلاق قنواتٍ رقمية وتوفير خدماتها عبر الإنترنت بوصفه حلَّاً عملياً يتناسب مع تنافسية الحقبة التكنولوجية السائدة، والتي فرضت معايير جديدةً للتحول الرقمي، وأبرَزت الحاجة إلى تكامل مختلف التقنيات مع نشاطات الأعمال، بما فيها نماذج الأعمال والخدمات المقدمة وقنوات التواصل وتحليل البيانات. وتشكل الخدمات المصرفية الإلكترونية مثالاً هاماً على ميزات التحول الرقمي التي حصدتها المصارف، إذ باتت تقدم خدماتها للعملاء عبر قنواتها الرقمية، كتطبيقات الهواتف الذكية، ملبيةً بذلك جميع احتياجاتهم ومتطلباتهم بسهولة وفعالية باعتبارها منهجيةً تتركز حول رضا العملاء. وتوفر الخدمات المصرفية الإلكترونية إمكانية إجراء مختلف التعاملات والإجراءات المصرفية بسهولة وفي أي زمانٍ ومكان نظراً لتوافرها على مدار الساعة، بما يعزز موثوقية المصارف وكفاءتها. ويعدُّ الفهم الصحيح لمتطلبات العملاء عاملاً أساسياً لبناء الثقة الرقمية، فهو السبيل لتعزيز العلاقات معهم واكتساب ثقتهم من خلال الحفاظ على أمن وخصوصية بياناتهم. وتعكس هذه الثقة قدرة المؤسسة على توفير منصة فعالة وشاملة لجميع الخدمات التي يحتاجها العملاء اعتماداً على إجراءات رقمية موثوقة قادرة على تحديد العمليات المشبوهة وتجنب جميع المخاطر. وتساهم حلول الثقة الرقمية، بما فيها خدمات التسجيل الذاتي الرقمي والتعريف الرقمي والمصادقة، في تطوير إجراءات "اعرف عميلك" (KYC) في المصارف، والتي تتيح للعملاء ميزة إجراء التعاملات المصرفية من أيِّ مكانٍ في العالم وهم على ثقةٍ بأن مصارفهم قادرة على تأكيد هويتهم وموثوقية مستنداتهم. من ناحيةٍ أخرى، قد يتردَّد العملاء في استخدام الخدمات الرقمية للمصرف إذا لم يكن قادراً على تأمين بياناتهم المالية وحمايتها من النشاطات المشبوهة. بناءً على ذلك، يتوجب على جميع المصارف تطوير خدماتها وعملياتها التشغيلية بما يعزز الحياة الرقمية. تلعب الثقة الرقمية دوراً هاماً في توسيع قاعدة العملاء للمصارف متجاوزين بذلك الحواجز الجغرافية، كما تساهم في خفض التكاليف المرتبطة بعمليات التسجيل الذاتي ورفع فعالية مخرجاتها مع تقليل احتمال الخطأ البشري الذي يعد شائعاً في إجراءات التهيئة التقليدية. وانطلاقاً من أهمية الثقة الرقمية، يقدم مركز الوثائق الإلكتروني، وهو شركة شبه حكومية وإحدى شركات "مجموعة بريد الإمارات"، خدمات التسجيل الذاتي الإلكتروني والتعريف الرقمي والمصادقة للمصارف وغيرها من المؤسسات المالية لمساعدتها في توفير تجربة رقمية آمنة ومتكاملة. وتعتمد عمليات التسجيل والمصادقة الرقمية التي يقدمها المركز على تقنيات متعددة تبسط عملية التحقق، إذ تتيح للعملاء مسح الهوية الوطنية والتقاط المعلومات والمصادقة عليها فورياً عبر الإنترنت باستخدام قاعدة بيانات "الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية"، بما يؤمن لهم استجابةً سريعة وخيارات ملائمة. وباختيار حلول الثقة الرقمية المناسبة يمكن للمصارف أن ترفع كفاءة تعاملها مع البيانات وتزيد إنتاجيتها من خلال خفض احتمال الخطأ البشري ومواجهة الأخطار والتهديدات، بما يعود بالفائدة على المصرف وعملائه ويعزز العلاقة التي تجمعهما.

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button