أصبح مفهوم "التسويق عبر الإنترنت" جزءاً أساسياً من منظومة التجارة الإلكترونية التي تشهد تنامياً كبيراً في مختلف الأسواق العالمية اليوم، ومنها أسواق دولة الإمارات العربية المتحدة بطبيعة الحال، وذلك نظراً إلى الانتشار الواسع لاستخدام شبكة الإنترنت وتطبيقاتها ووسائلها، ومنها المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني. 

ولكن في المقابل، لا بد من الانتباه إلى الجوانب السلبية العديدة في عملية التسويق الإلكتروني، ولعل في مقدمتها عدم وجود رقابة حقيقية على تلك المواقع والوسائط وما تعرضه للجمهور من منتجات وخدمات. وهنا تكمن خطورة ما تقوم به بعض المواقع وصفحات التواصل الاجتماعي من ترويج وبيع لهذا النوع من المنتجات والخدمات دون الحصول على التراخيص المطلوبة، وخصوصاً منتجات تخفيف الوزن، ومستحضرات التجميل، ومنتجات زيادة القدرة الجنسية، وبناء العضلات، حيث يستغل أصحاب تلك المواقع الرغبة الملحة والهوس الشديد لدى بعض الفئات، ولا سيما المراهقين وكبار السن والنساء، بهذه النواحي الصحية وتعلقهم بأوهام الصحة والقوة والجمال التي يروجها هؤلاء لبيع منتجاتهم على أوسع نطاق، وهو تصرف يفتقر إلى أدنى وازع أخلاقي، إذ من شأنه أن يعرض صحة المجتمع للخطر، فضلاً عما ينطوي عليه من احتيال ومخالفة للقانون.

ولا بد من التوعية بأن المخاطر الصحية التي تسببها تلك المنتجات قد تصل إلى الوفاة في كثير من الأحيان، أو على أقل تقدير التعرض لمضاعفات خطيرة تؤثر في عمل أجهزة الجسم ووظائفها الحيوية؛ كالقلب والكليتين والكبد، حيث إن أغلب تلك المنتجات بحسب ما تفيد به العديد من الأبحاث العالمية، هي مركبات مجهولة المصدر وغير محددة المكونات، ولا تحمل ترخيصاً معتمداً من قبل الجهات المختصة، ما يعني أنها لم تخضع للفحوص اللازمة للتأكد من إمكانية وسلامة استخدامها. كما أن الكثير من تلك المنتجات مقلدة عن منتجات معروفة، وبعضها يفتقر إلى متطلبات التصنيع الجيد، أو جرى تخزينها في ظروف سيئة يمكن أن ينتج عنها تفاعلات كيميائية تؤثر سلباً في الصحة.