تلتزم مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بتوفير مستقبل صحي آمن للأجيال المقبلة من خلال تصميم وتنفيذ برامج وقائية ضد مختلف الأمراض المعدية، بما في ذلك شلل الأطفال، فعلى الرغم من عدم تسجيل أي حالة شلل أطفال في الدولة منذ عام 1993، تواصل المؤسسة جهودها لضمان المحافظة على هذا الواقع من خلال توفير التطعيمات اللازمة وتنظيم مبادرات التوعية والتثقيف.

ويعدّ شلل الأطفال من الأمراض الفيروسية المعدية التي لا تصيب إلا البشر، وتنتقل عادةً من إنسان إلى آخر عن طريق شرب المياه أو تناول الطعام الملوث بالفيروس أو بسبب سوء جودة أنظمة الصرف الصحي وعدم تلقي التطعيمات اللازمة، لذا توفر المؤسسة التطعيم المجاني في جميع منشآتها، وتحرص على متابعة طلبة المدارس لضمان تلقيهم الجرعات اللازمة، فضلاً عن الترصد الدائم لفيروس شلل الأطفال، مما يعزز الوقاية العامة.

من التطعيم إلى التوعية المجتمعية

ولا تقتصر جهود المؤسسة على توفير التطعيمات فحسب، بل تمتد أيضاً لتشمل التوعية والتثقيف من خلال تنظيم ورش عمل للكادر الصحي لتعزيز معرفتهم بمخاطر المرض وطرق الوقاية منه، بالإضافة إلى الحملات التي تستهدف المدارس، حيث يتم توزيع مواد توعوية بلغات متعددة، كما تطلق المؤسسة منشورات توعية وتثقيف على منصاتها الرقمية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة من المجتمع وتسليط الضوء على دورهم في تعزيز الوقاية.

دعم المصابين وضمان جودة حياتهم

وفي حالة الإصابة بالمرض، تلتزم مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية بتوفير الدعم الكامل للمصابين بآثار طويلة الأمد نتيجة المرض، مثل الضعف الدائم والألم المزمن في العضلات أو عدم القدرة على الحركة أو مشاكل التنفس، عن طريق تقديم خدمات العلاج الطبيعي والأدوية والأدوات التي تساعدهم على ممارسة أنشطتهم اليومية بشكل مستقل، كما تشمل برامج المؤسسة التأهيلية الدعم النفسي والاجتماعي، لضمان اندماج المرضى في المجتمع وتحسين جودة حياتهم.

الشراكات الدولية والالتزام المستدام

وتجمع مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية شراكة دولية مع منظمة الصحة العالمية لدعم جهودها في استئصال مرض شلل الأطفال من العالم منذ عام 2011 والمتمثلة في دعم توفير وتوصيل اللقاحات، حيث تُضاف هذه الجهود إلى مساعي المؤسسة على المستوى المحلي والهادفة إلى ضمان بقاء الدولة خالية من شلل الأطفال، وتوفير الحماية المستمرة لأجيال المستقبل.

وانطلاقاً من إيمانها بأن كلّ جرعة تطعيم وكل خطوة توعية هي استثمار في مستقبل مشرق خالٍ من شلل الأطفال، فإنّ مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية تتعهّد بمواصلة جهودها الوقائية والتوعوية، وتدعو الجميع للمساهمة في هذه المسيرة، لتبقى الإمارات دائماً في مقدمة الدول التي تضمن لأبنائها صحة مستدامة وحياة خالية من المخاطر الصحية.