الاحتفاء برمضان في الدولة
تبدأ الأجواء الرمضانية في دولة الإمارات قبل حلول الشهر الفضيل، وتحديداً في ليلة النصف من شعبان المعروفة باسم "حق الليلة"، وهي احتفالية تراثية شعبية من التراث الإماراتي، تهدف إلى التذكير بقرب شهر رمضان المبارك. يقوم الأطفال في هذه الليلة بارتداء الملابس التقليدية وحمل أكياسٍ لتجميع الحلوى والمكسرات والمأكولات الشعبية من البيوت، وتقوم الأسر بتوزيعها عليهم فرحاً بالاحتفال وغرساً لقيم العطاء والتعاون وتعزيز الروابط الاجتماعية.
خلال شهر رمضان، هناك وجبتان أساسيتان: السحور قبل الفجر، والإفطار عند غروب الشمس. يبدأ الصائم إفطاره بالتمر والماء واللبن اقتداءً بسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
في أول أيام الشهر، تجتمع الأسرة في بيت العائلة لتناول الإفطار، وعادةً ما يكون بيت الجد. وفي دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي عموماً، يُعتبر التّمر خبز الصحراء وأشهر العناصر الغذائية التي تدخل في تحضير أصناف مختلفة من الحلويات والمعجنات الإماراتية في شهر رمضان، مثل القرص وهي عبارة عن قطع صغيرة من الخبز مخلوطة مع التمر والهيل. ولا تخلو موائد الأسر الإماراتية في الشهر الفضيل من أطباق أخرى معروفة مثل: الهريس والثريد. اطلع أين يمكنك تناول وجبات المطبخ الإماراتي.
يعتبر مدفع رمضان "مدفع الإفطار" من أبرز التقاليد المميزة للشهر الفضيل، حيث يمثل جزءاً من الهوية التراثية للدولة ويجذب السّكان والسّياح لمشاهدة تقليد إطلاق قذيفة صوتية تعلن عن وقت الإفطار. يصل صدى المدفع لمسافة 8-10 كيلومترات، ويتم إطلاقه في مواقع استراتيجية ومعروفة في الدولة مع أخذ كافة احتياطات الأمن والسلامة بإشراف أفراد الجهات الأمنية في الإمارة. ويعدّ من الطّقوس التي تعود للقرن التاسع عشر واستمرت في عهد الوالد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
يُلزَم المسلم القادر البالغ على الصيام كلّ يوم خلال شهر رمضان من الفجر حتى الغروب. يُعفى المريض أو المرأة الحامل من الصيام إذا شكّل الصيام خطراً على الصحة. ويجوز للمسافر الإفطار خلال السفر وصيام ما أفطره بعد شهر رمضان. لا يُلزَم الأطفال بالصوم، ولكن يشجعون على ممارسته إذا استطاعوا. بالإضافة إلى الامتناع عن تناول الطعام أو الشراب أو التدخين، يجب على المسلم التّحلي بالأخلاق الحميدة، والترفّع عن الصغائر.
بالإضافة إلى الصلوات الخمس المعتادة، يؤدي المسلمون رجالاً ونساءً صلاة التّراويح يومياً بعد صلاة العشاء خلال شهر رمضان المبارك. وخلال العشر الأواخر من رمضان، يقضي بعض المسلمين الليل بأكمله في المساجد، حيث يصلّون ويتلون القرآن الكريم وكلّهم رجاءٌ وأمل أن يبلّغهم الله "ليلة القدر"، وهي الليلة التي نزل فيها الوحي بالقرآن الكريم للمرة الأولى.
رمضان ليس مجرد امتناعٍ عن الطّعام والشّراب، بل هو وقتٌ للتأمّل، وتهذيب النفس، والتّحلي بالصّبر والتّسامح. كما يعزّز قيم الكرم، والإحسان، والتّكافل الاجتماعي، حيث تتضاعف فيه أعمال الخير والمبادرات المجتمعية لمساعدة المحتاجين.