تحرص وزارة الاقتصاد من خلال مبادراتها وبرامجها المتعددة لدعم القطاع السياحي إلى تعزيز قدرات الكوادر والكفاءات الوطنية في هذا المجال باعتبارهم ركيزة أساسية في تعزيز نمو هذا القطاع الحيوي ودفعه إلى مستويات متقدمة وتنافسية إقليمياً وعالميا.ً ومن بين هذه المبادرات برنامج "هاكاثون السياحة" Tourism TechGen، الذي أطلقته الوزارة في أكتوبر 2022، بالتعاون مع عدد من الجامعات الوطنية والهيئات السياحية وشركاء القطاع السياحي بالدولة. ويأتي هذا البرنامج في إطار الحلول والمبادرات التي تطرحها الوزارة باستمرار لتمكين ومشاركة الطلاب والشباب من مواطني الدولة في مختلف المجالات الاقتصادية وخاصة السياحة والعمل على تطوير قدراتهم ومهاراتهم وإكسابهم المهارات والمعارف التي تسهم في إعدادهم بشكل صحيح لقيادة مسيرة التنمية الشاملة للدولة.

وشهدت النسخة الأخيرة من "هاكاثون السياحة" مشاركة أكثر من 657 طالب وخريج من مختلف الجامعات بدولة الإمارات، وتم تنفيذه على مدار 4 أسابيع. ويهدف البرنامج إلى دعم جهود الدولة الرامية إلى غرس ثقافة ريادة الأعمال في الجامعات والمدارس، عبر تشجيع الطلاب والأجيال الناشئة على الابتكار والإبداع، وتوفير كافة الفرص والممكنات لتحويل أفكارهم الملهمة إلى مشاريع واقعية ومستدامة في قطاعات السفر والسياحة والضيافة خلال السنوات المقبلة.

كما يدعم البرنامج تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، التي تم إطلاقها خلال نوفمبر الماضي، وذلك من خلال تحفيز الكوادر الوطنية للمشاركة في مختلف القطاعات السياحية وتزويدهم بمهارات المستقبل وبناء قدراتهم، وتعزيز الوعي لديهم بأهمية قطاع السياحة كداعم رئيسي للاقتصاد الوطني. وترتكز هذه الاستراتيجية على 4 توجهات رئيسية، وهي تعزيز الهوية السياحية الوطنية، وتطوير وتنوع المنتجات السياحية المتخصصة، وبناء القدرات السياحية وتشجيع دخول الكوادر الوطنية للقطاع السياحي، وزيادة الاستثمارات في مختلف القطاعات السياحية.

كما يأتي تمكين الكوادر والكفاءات الوطنية في المجال السياحي في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز دور هذا القطاع ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الوطني إلى 450 مليار درهم بحلول عام 2031، وتعزيز جهود الدولة في توفير بيئة سياحية وطنية جاذبة وآمنة وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة ووجهات متنوعة وفريدة وبنية تحتية متطورة للقطاع السياحي.

ومن بين المبادرات الرامية إلى تعزيز القطاع السياحي أيضاً حملة "أجمل شتاء في العالم"، التي تم إطلاق دورتها الثالثة تحت شعار "موروثنا". وتعد هذه الحملة الأكبر من نوعها التي تبرز خيارات السياحة الداخلية المتنوعة في مختلف أنحاء الإمارات. وساهمت حملة أجمل شتاء في العالم في زيادة السياحة الداخلية بنسبة 36% في عام 2021 لتصل 1.3 مليون سائح داخلي، كما حققت الحملة في دورتها الثانية في العام الماضي نتائج مميزة تمثلت في تحقيق 1.5 مليار درهم كعوائد خلال شهر واحد فقط.