تجربة الإمارات العربية المتحدة: من العمل القنصلي إلى الدبلوماسية القنصلية

29/07/2022 عام | سعادة فيصل لطفي - وكيل وزارة مساعد للشؤون القنصلية

 1867     0

على مر العصور، احتاج الأفراد للتنقل حول العالم وظهرت الحاجة لأفراد آخرين يقدمون الخدمات والرعاية والحماية في الأماكن التي يتنقلون بينها، فكانت بذلك بداية العمل القنصلي الذي أصبح مع مرور الوقت جزءاً مهماً لا يتجزأ من العمل الدبلوماسي.


ومع ظهور الدول ونشأتها والتقدم المتسارع عبر العقود الماضية فرض واقعاً قنصلياً جديداً متشعباً لا يقتصر فقط على الأنشطة القنصلية التقليدية كإصدار التأشيرات، وخدمات المواطنين، وتعزيز السياحة ومتابعة تحديات المواطنين في الدول الأخرى وإنما ارتقى إلى تعزيز العلاقات الثنائية وتشجيع الاستثمار والتبادل التجاري وغيرها.


ولعل دولة الإمارات العربية المتحدة تعد مثالاً بارزاً في ممارسة العمل القنصلي ضمن سياق السياسة الخارجية الإماراتية، فأصبحت الدبلوماسية القنصلية تعكس القيم الإماراتية وتحرص على تعزيز العلاقات الثنائية وتقديم الخدمات للمواطن الإماراتي والأفراد من خلال بناء الشراكات الاستراتيجية ومواكبة السياقات المحلية وأفضل الممارسات والاتجاهات في الشؤون القنصلية.


وضمن هذا الإطار طورت وزارة الخارجية والتعاون الدولي برنامج متّسق للأداء ومواءمة الموارد مع احتياجات تقديم الخدمات واستخدام البيانات الصحيحة لتوجيه القرارات فضلاً عن التدريب والاستباقية ووضع السياسات التشغيلية اللازمة.


وتكتسب الدبلوماسية القنصلية أهمية متزايدة في إطار العولمة والاقتصاد، باعتبارها عنصراً للقوة الدبلوماسية التي بات يشترك في فاعليتها الأفراد إلى جانب الدول، فأصبحت رقمنة واستباقية الخدمات المقدمة للأفراد وجودتها وضمانها لانسيابية الأعمال قيمةً مضافةً تنعكس بالإيجاب على العلاقات الدبلوماسية وترسخ مفهوم الدبلوماسية القنصلية.


و لأن التفاعلات القنصلية تحدث في كثير من الأحيان مع المجموعات، أو الشركات، أو الأفراد، بدلاً من استضافة الحكومات الوطنية ، اختصرت دولة الإمارات العربية المتحدة بفضل توجيهات القيادة الرشيدة أشواطاً في تقديم الخدمات القنصلية لتلك الفئات خاصة مواطني الدولة من خلال التحول الرقمي لكافة الخدمات المقدمة داخل الدولة وخارجها عبر الموقع الرسمي والتطبيق الذكي لوزارة الخارجية والتعاون الدولي وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات المختصة مثل خدمات التصديق على المستندات وإصدار وثائق السفر والعودة للمواطنين في الخارج.

و لعل استضافة إكسبو 2020 كانت مثالاً فريداً للدبلوماسية القنصلية التي تنتهجها دولة الإمارات مهما كانت التغيرات والمستجدات على الساحة العالمية، فقد عززت الجهود لجمع العالم تحت قبة واحدة لتكون معلماً بارزاً وصلة الوصل بين الأمم.

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button