كان لعام 2020 تأثير كبيرعلى العالم أجمع، بكل تحدياته التي أعقبت ظهور جائحة كورونا "كوفيد-19"، والتي أرخت ظلالها على مناحي الحياة المختلفة، وأثرت بلا شك على كافة قطاعات الأعمال سلباً، ما حدا بالحكومات إلى اتخاذ إجراءات وتدابير احترازية مختلفة.

هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، تم بذل جهود استثنائية، خلال تلك المرحلة الحرجة؛ في محاولة منها، لضمان التوازن بين الحفاظ على صحة المجتمع وسلامته من جهة، واستمرارية الأعمال وتقديم الخدمات إلى الجمهور من جهة أخرى، وقد نجحت في ذلك إلى حد كبير، بفضل الرؤية السديدة لقيادتها الرشيدة، وبنيتها التحتية التكنولوجية القوية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، لم يتوقف التعليم أو العمل يوماً، لا سيما على مستوى الحكومة الاتحادية، وذلك بفضل العزيمة والسرعة في اتخاذ القرارات السليمة من الجهات المعنية بإدارة الملف، والتي عزز موقفها توفر الأدوات التكنولوجية، وأنظمة الموارد البشرية المؤتمتة.

وفي خضم ما تقدم فقد كان للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية دور كبير ومهم في تجاوز المرحلة، وتقويض تداعياتها على مستوى الحكومة الاتحادية، حيث حرصت خلال العام 2020 على الاستثمار الأمثل في حلول الموارد البشرية الرقمية، حيث طورت أنظمتها القائمة، وسرعت خطواتها نحو إطلاق أخرى جديدة، في سبيل تجاوز الأزمة التي فرضتها الجائحة، وتحويل تحدياتها إلى فرص مستقبلية واعدة،  وهذا ما حصل فعلاً.

ففي العام الماضي  تمكنت "الهيئة" من الحفاظ على استمرارية الأعمال، وعمليات التدريب والتطوير على مستوى الحكومة الاتحادية، بكل كفاءة واقتدار، وأنجزت العديد من المبادرات  والمشروعات الاستراتيجية، وركزت على مسألة مهمة وهي رقمنة أنظمة الموارد البشرية على مستوى الحكومة الاتحادية، وتحويلها إلى ذكية، تستشرف المستقبل، وتواكب مقتضيات المرحلة، وتلبي توجهات القيادة الرشيدة، والتطلعات الطموحة لدولة الإمارات العربية المتحدة.

الدكتور عبد الرحمن عبد المنان العور

مدير عام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية