السرعة التي يتغير بها العالم من حولنا وخاصة على المستوى التقني لم تترك مكاناً لمن يعتمدون على إنجاز اليوم أو حتى التقاط الأنفاس وهو ما ينطبق على رحلة دبي الذكية على مدار 3 سنوات مضت، رغم أنها حافلة بالإنجاز إلا أن المستقبل يتطلب منَا بناء حلول تتفوق على احتياجات الإنسان في المستقبل وليس تلبيها فحسب.

وهذا هو عنوان المرحلة التي دخلناها مؤخراً بانطلاق دبي الذكية 2021، فعلى مدار السنوات الـ 3 الماضية أوجدنا الدعائم الاستراتيجية لدبي الذكية التي تتناسب ورؤية قيادتنا وارتقينا بتجربة الانسان في دبي وجعلنا عنوان عملنا رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الخاصة بالعمل الحكومي الذكي المتمثلة بمقولته: "الحكومة الذكية ستذهب للناس ولن تنتظر أن يأتوا إليها... " وهو ما تحقق حيث توجهنا للإنسان في دبي بـ مئات المبادرات وأكثر من ألف خدمة ذكية متاحة حتى الآن.

ليس سراً  أن الأجهزة الذكية أصبحت محور حياة الإنسان المعاصر وأن الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والبيانات الكبرى ستصوغ شكل حياة البشر من الآن وصاعداً، وهو ما لمس الجميع أثره منذ الآن في التطبيقات من حولنا. 

تعتبر دبي الذكية 2021 المرحلة التالية لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة في التحول لمدينة تستثمر التقنيات وتطبيقاتها لمنح سكان دبي أسلوب حياة يجعلها المدينة الأسعد في العالم، وتستند هذه الخطة التي تمتد لـ 4 سنوات على البنية التحتية والتشريعات والتطبيقات التي نجح مكتب دبي الذكية بمؤسساته المختلفة في تحقيقها على مدار 3 سنوات مضت.

وهي بوابة دبي إلى المستوى التالي من التحوُل الذكي في دبي بما يتناسب مع مبادرة دبي 10x ومتطلبات مئوية الإمارات 2071. وستكون الخطة الاستراتيجية التي سيقودها مكتب دبي الذكية بمؤسساته مختلف الجهود في دبي من القطاعين العام والخاص لتحقيق تجربة معيشية غير مسبوقة للإنسان، وأهم ما يميز هذه الخطة هو 6 أهداف استراتيجية حددناها للمرحلة المقبلة:

• مدينة مرنة تؤمن أسلوب حياة ذكية للسكان
• اقتصاد عالمي تنافسي معزز بالتكنولوجيا المتطورة
• مجتمع مترابط وخدمات اجتماعية ذكية سهلة للجميع
• سهولة أنظمة النقل عبر حلول النقل المشتركة وذاتية التحكم
• بيئة نظيفة مستدامة بالتكنولوجيا المتقدمة
• حكومة رقمية متصلة عالية الكفاءة

لقد ضبطنا استراتيجياتنا وخطط عملنا على توقيت اليوبيل الذهبي للاتحاد ولتصب في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية ورؤية الإمارات 2021، وسنسخر القدرات الهائلة لأحدث التقنيات والخبرات بالتعاون مع شركائنا من المؤسسات الحكومية في أنحاء الإمارات لإثراء تجربة العيش للإنسان في الدولة والمساهمة في ازدهار مختلف القطاعات الحيوية من اقتصاد وبيئة وصحة وتعليم. 

بقلم: سعادة وسام لوتاه 

المدير التنفيذي لمؤسسة حكومة دبي الذكية