تضع وزارة الصحة ووقاية المجتمع التحول الرقمي في صميم استراتيجيتها لتطوير الخدمات وتعزيز كفاءة المنظومة الصحية، انسجاماً مع استراتيجية الحكومة الرقمية لدولة الإمارات 2025، التي تهدف إلى ترسيخ نموذج حكومي ذكي، يسعى إلى تبسيط الإجراءات، وتقليص المتطلبات، وتحقيق رضا المتعاملين بكفاءة واستباقية.

وفي هذا الإطار، أعادت الوزارة هندسة العديد من العمليات التشغيلية لتصبح رقمية بالكامل، بدءاً من أنظمة التراخيص الطبية، التي أصبحت رقمية دون حاجة إلى حضور شخصي، وصولاً إلى تطوير آليات التفتيش والرقابة باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ما يسهم في ضمان أعلى مستويات الامتثال والسلامة بكفاءة وشفافية.

كما أحرزت الوزارة تقدماً نوعياً في تطبيق نظام السجل الصحي الإلكتروني الموحد، الذي يُعد الركيزة الأساسية في رحلة التحول الذكي، إذ يتيح للمهنيين الصحيين الوصول الفوري إلى المعلومات الصحية الدقيقة للمرضى، ما يعزز من جودة الرعاية، ويقلل من ازدواجية الفحوصات، ويسهم في اتخاذ قرارات علاجية دقيقة وسريعة.

وتُولي الوزارة أهمية متزايدة لاستخدام تحليلات البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي لتوجيه السياسات وتحسين التوزيع الجغرافي للموارد الصحية، ورصد الأمراض المزمنة والوبائية، وتحسين مؤشرات الصحة العامة.

هذا التحول لا يقتصر على البنية التحتية الرقمية، بل يشمل بناء ثقافة مؤسسية رقمية، وتعزيز قدرات الكوادر الوطنية على الابتكار والتفاعل الذكي مع المتعاملين، بما ينسجم مع التوجهات الوطنية نحو حكومة بلا أوراق، وخدمات بلا حواجز، ومجتمع رقمي صحي.

إن ما تحققه وزارة الصحة ووقاية المجتمع، اليوم، في مجال التحول الرقمي يعد نموذجاً فاعلاً لكيفية توظيف التكنولوجيا في خدمة الإنسان، وتعزيز جودة الحياة، وتسريع وتيرة التنمية الصحية الشاملة، نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.