مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، عن مبادرة "عام المجتمع 2025"، تبرز الرياضة المجتمعية كأحد الركائز الأساسية لبناء مجتمع متماسك، نابض بالحياة، وصحي على المستويات كافة. فالرياضة ليست مجرد نشاط ترفيهي، بل أسلوب حياة يسهم في تعزيز الترابط الاجتماعي، وترسيخ القيم الإيجابية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة التي أولت اهتماماً كبيراً بقطاع الرياضة ككل.

في ظل الجهود الوطنية لتعزيز الثقافة الرياضية وتشجيع النشاط البدني بين مختلف فئات المجتمع، حققت الإمارات قفزة نوعية في معدلات ممارسة الرياضة. فقد ارتفعت نسبة الممارسين المنتظمين للنشاط البدني في المجتمع بأكثر من 15% عن نسبة 43% المسجلة في عام 2018، وفقًا للمسح الوطني للرياضة، بفضل توجيهات القيادة الرشيدة وتضافر الجهود بين وزارة الرياضة والجهات الرياضية بالدولة ومؤسسات القطاع الخاص.

وتسعى وزارة الرياضة على إتاحة الفرص أمام جميع فئات المجتمع لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والبدنية من خلال توفير منشآت رياضية متكاملة، وتجهيزها بأفضل المعايير، لترسيخ مفهوم "الرياضة للجميع"، وهو ما ينعكس إيجابيًا على جودة الحياة، ويعزز الصحة البدنية والنفسية لجميع أفراد مجتمعنا.

تمثل الرياضة المجتمعية الأساس الذي تقوم عليه الرياضة الاحترافية في الإمارات، حيث توفر البيئة المناسبة لاكتشاف المواهب وصقلها، مما يسهم في بناء جيل من الأبطال الرياضيين القادرين على تحقيق الإنجازات وتمثيل الدولة في مختلف المحافل الرياضية. فمن خلال غرس وترسيخ المفاهيم الرياضية الصحيحة، وتنفيذ برامج رياضية مجتمعية مبتكرة، تتسع قاعدة ممارسي الرياضة، ويتعزز مفهوم الرياضة كأسلوب حياة مستدام.

ومن هذا المنطلق، تعمل وزارة الرياضة على تطوير برامج ومبادرات رياضية مجتمعية تستهدف مختلف فئات المجتمع، مع التركيز على كبار المواطنين وأصحاب الهمم، لضمان عملية الشمولية ودمج الجميع في الحركة الرياضية، كما نعمل على تفعيل الشراكات مع القطاع الخاص للمساهمة في تعزيز الوعي بأهمية النشاط البدني، وخلق بيئة محفزة لممارسة الرياضة بشكل منتظم للجميع.

في "عام المجتمع 2025"، تتواصل الجهود لترسيخ الرياضة كجزء أصيل من الهوية الوطنية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهميتها في بناء مجتمع صحي، نشط، ومتماسك. فمن خلال توفير الفرص والمساحات الملائمة لممارسة الرياضة، والاستمرار في تقديم المبادرات النوعية، تسير دولتنا الحبيبة بثبات نحو مستقبل أكثر نشاط وحيوية، يعكس رؤية الوزارة في جعل الرياضة أسلوب حياة للجميع.

بقلم الخبيــر الرياضي/ هيـثـــم الزرعـونــــــي

مدير إدارة الرياضة المجتمعية

قطاع التنمية الرياضية