الألعاب الجامعية: رافد جديد لرياضة الإمارات مجتمعياً وتناسياً في ضوء الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031

13/02/2025 الصحة واللياقة البدنية | سعادة الشيخ سهيل بن بطي آل المكتوم - المدير التنفيذي لقطاع التنمية الرياضية بوزارة الرياضة

 422     0

منذ أن تم الإعلان عن افتتاح أول موسم لبطولة الألعاب الجامعية في دولة الإمارات، برزت هذه المبادرة كخطوة استراتيجية هامة في تعزيز الرياضة داخل الأوساط الأكاديمية. فهي ليست مجرد مسابقة رياضية، بل هي رؤية بعيدة المدى تهدف إلى دمج الرياضة في حياة الطلاب الجامعيين وتشجيعهم على تبني نمط حياة صحي، بالإضافة إلى كونها منصة لاكتشاف المواهب الرياضية المتميزة، وهو ما يسهم بدوره في تحقيق المستهدفات الوطنية الرياضية. تُعد الألعاب الجامعية منصة رئيسية لتعزيز الرياضة المجتمعية من خلال إشراك الشباب الجامعي في أنشطة رياضية تسهم في رفع نسبة المشاركة الجماعية في ممارسة الرياضة بين مختلف فئات المجتمع، كما تعكس رؤية القيادة الرشيدة بترسيخ الرياضة كجزء لا يتجزأ لتفعيل القيم المجتمعية وزيادة ترابط النسيج الاجتماعي الإماراتي، بما يتماشى مع إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2025 عامًا للمجتمع. ويأتي هذا الإعلان ليؤكد على أهمية العمل المشترك لإطلاق المواهب والقدرات الوطنية، حيث تُمثل الرياضة جسراً للتواصل والتناغم بين أفراد الأسرة والمجتمع ككل، وميدانًا لتنمية المهارات لبناء وطن أكثر تماسكًا وازدهاراً. تستهدف الألعاب الجامعية، التي تُعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات، تقديم تجربة رياضية متكاملة لشبابنا وبناتنا الجامعيين من مختلف الجامعات المحلية، وأصبحت البطولة حدثًا يعكس رؤية القيادة الإماراتية في جعل الرياضة جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في المجتمع الإماراتي المتنوع. وتعد بطولات الألعاب الجامعية امتداداً للألعاب المدرسية، وذلك إيماناً من وزارة الرياضة بأهمية المؤسسات التعليمية في رفد رياضة الإمارات بالمواهب الرياضية المتميزة، وكجزء من التزامنا بدعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031. ما يميز الألعاب الجامعية عن غيرها من الأنشطة الرياضية هو التفاعل المميز للطلاب بين المسارين الأكاديمي والرياضي. ففي هذه الألعاب، نجد أن الطلاب ليسوا فقط رياضيين، بل هم في ذات الوقت طلاب يسعون للتفوق في دراستهم. لذلك، تأتي هذه البطولة كفرصة ذهبية لدمج محوري الرياضة مع التعليم، مما يساهم في تعزيز التوازن بين الحياة الجامعية والنشاط البدني، وهذا ما يحتاجه الجيل الجديد. وهنا لا يسعنا إلا أن نتوجه بالشكر إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على دعمها المتواصل لإنجاح هذه البطولة، وإيمانها العميق بدور الرياضة في تطوير مهارات الطلاب وتعزيز تجربتهم الجامعية. لا يمكننا تجاهل الدور الكبير الذي تلعبه هذه الألعاب في اكتشاف المواهب الرياضية الشابة. فالتنافس في البطولة يتيح الفرصة للعديد من الطلاب لإظهار مهاراتهم الرياضية في الرياضات الجماعية والفردية على حد سواء. يمكن أن تكون هذه البطولة هي النقطة التي ينطلق منها العديد من الرياضيين الموهوبين نحو الاحتراف أو تمثيل دولة الإمارات في المحافل الدولية. وقد شهدت البطولة حضور العديد من المدربين والمختصين في المجال الرياضي، الذين يراقبون عن كثب أداء الطلاب، وهذا ما يجعل البطولة حدثًا حيويًا لاحتضان واكتشاف الأبطال الرياضيين بما يسهم في تحقيق الزيادة المنشودة في أعداد لاعبينا المشاركين في الألعاب الأولمبية. بالإضافة إلى الفوائد الرياضية، فإن الألعاب الجامعية - والتي تعد واحدة من أبرز مخرجات "خلوة مستقبل الرياضة" التي نظمتها وزارة الرياضة في أكتوبر الماضي- تعزز أيضًا من الروح الوطنية والانتماء بين الطلاب، فبمجرد أن تتنافس الجامعات في مختلف الرياضات، فإن الطلاب يشعرون بالفخر والاعتزاز بوطنهم وبجامعاتهم. إنه وقت مثالي لبناء علاقات اجتماعية جديدة وتعزيز مفاهيم العمل الجماعي. تلك اللحظات التي يتشارك فيها الطلاب في الفوز أو الخسارة تخلق تجارب لا تُنسى وتُسهم في بناء جيل من الشباب الذين يمتلكون من الصفات ما يجعلهم قادة المستقبل. إن الألعاب الجامعية تُعد نقطة انطلاق مثالية للجامعات الإماراتية لتطوير برامجها الرياضية، كما تساهم تلك الألعاب في بناء منظومة رياضية شاملة، نضع من خلالها الأسس لاكتشاف وصقل المواهب الإماراتية، ونرسخ عبرها مكانة دولة الإمارات كوجهة رياضية رائدة وحاضنة للجميع، ونموذج مثالي في المنطقة العربية لجذب الرياضيين الشباب عبر الجامعات. إن تنظيم مثل هذه الألعاب يعكس اهتمام وزارة الرياضة بتعزيز الصحة العامة والرياضة بين مختلف فئات المجتمع، ويؤكد التزامنا بتحقيق رؤيتنا بالقطاع الرياضي عبر إتاحة فرص النجاح والتألق لكل من لديه موهبة، لذا نؤكد على حرصنا على استمرارية هذه البطولة كحدث سنوي يحفز الأجيال القادمة على تبني الرياضة كأسلوب حياة. في الختام، تُعد الألعاب الجامعية أكثر من مجرد منافسات رياضية. إنها منصة تفتح أمام الطلاب العديد من الفرص لتطوير مهاراتهم البدنية والعقلية، وتعزز من روح الفريق، وتُسهم في بناء مجتمع رياضي أكاديمي يتمتع بالصحة واللياقة. ونحن في وزارة الرياضة نؤمن أن تأثير هذه البطولات الجامعية ستكون ممتدة على المدى الطويل، وستظل علامة فارقة في تاريخ الرياضة الجامعية في المنطقة.

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button