يعتبر التحول الرقمي وتبني التكنولوجيا الحديثة أمرًا إلزاميًا لاي مؤسسة ، بغض النظر عن نشاطها ،
لان هذه التقنيات الحديثة تحقق الريادة والاستدامة للمؤسسة وتخلق فرص تنافسية للمؤسسات من خلال تعزيز جودة حياة المجتمعات،
خفض زمن
وتكلفة تقديم الخدمات والمنتجات، تعزيز سلامة بيئة العمل وزيادة الايرادات
والانتشار وغيرها من الاثار الايجابية المعروفة للتحول الرقمي.
بالرغم من اهمية تبني التقنيات الحديثة للمؤسسات وقدرتها الكبيرة في تغيير اساليب العمل وتطويرها،
لكن هذه التحول والتبني يواجهة بتحديات عديدة نظرا لأنها لا تزال تقنيات حديثة لم يتم استكشافها أو اختبارها على الاطلاق
لتبني التقنيات الحديثة من الضروري فهم التحديات المصاحبة لها والبحث عن طرق لتسهيل تبنيها على نطاق واسع.
لان فهم هذه التحديات يعتبر عامل مهم ومؤثر في رحلة التحول نحو تبني تلك التقنيات.
ولكن ما هي العوامل والتحديات الحقيقية
التي تمنع تبني التكنولوجيا الحديثة داخل الشركات؟
الثقافة المؤسسية :
يميل الموظفين إلى مواصلة العمل بالطرق التي تعودو عليها ، بحجة أنه "كان يعمل دائمًا على هذا النحو".
هذا الموقف يحول دون إمكانية تبني واستخدام تقنيات جديدة.
ايضا قد يشعر الموظفين بالتهديد بسبب عدم امتلاكهم المعرفة التقنية اللازمة أو الاضطرار إلى مغادرة منطقة الامان الخاصة بهم
لتعلم التقنيات الناشئة. ومن المعلوم أنه ليس كل شخص - بغض النظر عن مدى صعوبة المحاولة-
سيكون لديه المهارات اللازمة للعمل مع أحدث التقنيات.
ضعف دعم القيادة للتحول
نحو تبني التقنيات الحديثة :
يحتاج التحول نحو تبني التقنيات الحديثة إلى الحصول على دعم حقيقي من الإدارة العليا ،
وإلا فإنه سيفشل بسبب فقدان الموارد والزخم اللازمين. حسب التجربة ستتمكن المؤسسات
من احداث تغيير تقني كبير فقط إذا اعتبرت القيادة العليا ان هذا التغيير والتحول أولوية ، وسعت إلى ايصال هذه الرسالة إلى المؤسسة بأكملها.
ارتفاع تكلفة تبني
التقنيات :
عندما نتكلم عن ارتفاع تكلفة تبني التقنيات الحديثة فنحن نتحدث عن ارتفاع
ثلاثة عوامل رئيسية في هذا المحور :
1- التكلفة المالية المطلوبة لتطبيق مشاريع تبني التقنيات الحديثة ، في العادة تكون مرتفعه جدا بالاخص في اول ايام اطلاق هذه التقنيات ، هذه التكلفة المرتفعه قد تكون عائق امام تبني هذه التقنيات .
2- الزمن هو المعيار الثاني فدراسة المتطلبات ، المعايير المطلوبة ، اجراءات الشراء، تطبيق هذه التقنيات واختبارها ، نقل البيانات و تدريب الموظفين كل هذا يستغرق وقتًا. وقت حرج قد لا يتوفر للموظفين بسهولة مع المهام المكلفين بها.
3-
الخبرة : في العادة تبني التقنيات الحديثة تتطلب خبرات
قد لا تكون متوفرة في المؤسسات والحصول على هذه المعرفة والخبرة قد تتطلب تكاليف
اضافية تكون عبئا على المؤسسات .
عدم توفر خطة واضحة ومتفق عليها لتبني التقنيات الحديثة:
من الضروري وضع خطة محكمة ومتفق عليها بين جميع المعنيين في المؤسسة لكيفية تبني التكنولوجيا الحديثة في المؤسسة
مع مراحل ومخرجات ومسئوليات محددة ، مع التركيز على نشر الوعي بين الموظفين
لاهمية تبني التقنيات الحديثة لعزيز الثقة لديهم واكتساب الدعم الازم داخليًا.
عدم مؤامة العمليات و الاجراءات لتتوافق مع مشروع تبني التقنيات الحديثة :
يتطلب مشروع التحول الرقمي وتبني التقنيات الحديثة تطوير وتحديث شامل للعمليات والاجراءات الداخلية للمؤسسة ،
وقد يؤدي عدم المؤامة والتطوير في الوقت بالتزامن مع تطبيق التكنلوجيات الحديثة إلى فشل مشروع التحول كليا او بشكل جزئي
وذلك حسب حجم تلك التغيرات المطلوبة .
ضعف مبدأ العمل الجماعي:
من الصعب تنفيذ مشروع التحول الرقمي في المؤسسات التي ليس لديها مبدأ العمل كفريق كقيمة مؤسسية ،
لذلك ، فإن الخطوة الأولى هي العمل على تعزيز ثقافة روح العائلة و التعاون الداخلي بين الفرق التي تستخدم تقنيات جديدة وقديمة من العمل
معًا ، دون الشعور بالمنافسة أو التهديدات.
ختاما رحلة تبني التطبيقات الحديثة رحلة طويلة ومستمرة و معيار نجاحها هو دمجها في العمليات اليومية للمؤسسة
وحتى تتم عملية الدمج هذه بسلاسة لا بد من مراعات التحديثات المذكورة سابقا والتعامل معها ضمن خطة التغيير التي ستعتمدها المؤسسة .
احمد سعد البدوي
مستشار تقنية المعلومات .
صندوق الزكاة
للمساعدة، برجاء التواصل مع:
مواضيع شائعة للبحث