مشاريع الخمسين

28/11/2021 التعليم | البروفيسور عبد اللطيف الشامسي

 4681     0



فخورون بإطلاق حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لخمسين مشروعاً وطنياً رائداً والتي تبشر ببدء مرحلة جديدة للدولة تمتاز برؤية استشرافية عالمية أساسها الايمان بالانسان وبالطاقات والمواهب الشابة، كما أن هذه الانطلاقة للخمسين عاماً مقبلة تثبت من خلالها دولة الامارات أن التحديات تقودها دوماً للانجازات،وأن هذا البلد سيبقى دوماً وجهة عالمية للمواهب والخبرات وبيئة مشجعة للاستثمار ونموذجاً رائداً في الاستعداد والجاهزية والأسبقية.

 و المبادئ العشرة التي وضعتها الحكومة للخمسين عاما المقبلة، تعكس رؤية وطنية شاملة، ويبقى التعليم دائماً وأبداً  ركيزة أساسية في أي رؤية ومرحلة من مراحل التنمية الوطنية بالدولة، فأحد المبادئ العشرة أكد على أن تطوير التعليم واستقطاب المواهب هو الرهان الحقيقي للحفاظ على تفوق الامارات، وهذا المبدأ ما هو إلا نهج وقناعة راسخة قادت الامارات للريادة في خمسين عاماً مضت، ويبقى رهانها للخمسين المقبلة ولكل خمسينية جديدة، فانسان الامارات هو دائماَ رهان الوطن وطاقته المحركة، لذا فإننا كمؤسسات تعليمية نلعب دوراً فاعلاً وأساسياً في التنمية الوطنية، وأساس هذا الدور هو الوعي بالرؤى الوطنية بكافة أبعادها وأهدافها، ووضع الاستراتيجيات والخطط التي تدعم ترجمة هذه الرؤى الى واقع ملموس وبفكر وتطبيق ابداعي يتماشى مع الطموحات والآمال المعقودة على هذه المؤسسات.

 كليات التقنية العليا دائماً تعكس في مخرجاتها رؤى القيادة وأهدافها في كل مرحلة، وتحرص على تخريج جيل يمتلك من المهارات والقدرات ما يمكنه من العطاء والتميز دعماً للتنمية، فالكليات سعت لتمييز طلبتها ودعم فرص توظيفهم، حيث عملت على تمكينهم من المهارات لايمانها أنها أصبحت تنافس الشهادات الأكاديمية، ولهذا نجحت في تخريج طلبة يتمتعون بمهارات الثورة الصناعية الرابعة من الاحترافية والرقمية ،فخريج الكليات أصبح اليوم  "الخيار الأول " لسوق العمل لتمتعه بالشهادات الاحترافية العالمية المتخصصة ليصبح قائداً  في تخصصه وقادراً على إحداث فارق في مجال عمله، وقد نجحت الكليات في منح أكثر من 12 ألف شهادة احترافية عالمية حتى اليوم لطلبتها، وخرجت أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة يتمتعون بشهادات احترافية عالمية الى جانب شهاداتهم الأكاديمية.

 إن الهدف لدى كليات التقنية تطور ليتخطى التوظيف الى مرحلة ما بعد التوظيف، تماشياً مع جهود الدولة في مجال تشجيع مشاريع الشباب وريادة الاعمال، ونجحت الكليات في تحقيق رؤية القيادة بالتحول الى مناطق اقتصادية حرة توفر مساحات للطلبة لممارسة أنشطتهم الاقتصادية الابداعية وبالتالي تمكينهم من تطوير أفكارهم ورعايتها لتخريج شركات ورواد أعمال، واليوم يوجد 2316 طالب وطالبة ضمن برنامج "تطوير الشركات الناشئة" ونجحت الكليات في إطلاق 108 شركة ناشئة منها 26 حصلوا على رخص لمزاولة نشاطهم التجاري و 20 انطلقت وأخذت مواقعها في السوق.

إن  الخمسين عاماً المقبلة تفتح المزيد من الأبواب والمساحات أمام الشباب لاخراج طاقاتهم والابداع بفكرهم ومهاراتهم، وكليات التقنية تحمل رؤية للمرحلة المقبلة تتماشى مع الرؤى الوطنية للخمسين عاماً المقبلة، والتي تعتمد فيها على تعزيز نموذج التعليم المبني على المهارات والكفاءات، وتصميم برامج وتقديم خدمات تعليمية تلبي الاحتياجات الفردية للطالب وتراعي الموهوبين والمتميزين، وتطوير تكنولوجيا التعليم، وتخريج شركات ورواد أعمال للمستقبل، منوهاً  أننا بحاجة اليوم لشباب وفتيات مستعدين لما هو أبعد من التوظيف، قادرين على تأسيس شركاتهم الناشئة،و خلق  فرص عمل لغيرهم،ومساهمين في صناعة الثروة "Create Wealth"، فهؤلاء من سيدعمون تنمية  الاقتصاد الوطني.


البروفيسور عبد اللطيف الشامسي 

مدير مجمع كليات التقنية العليا 

Your Comment

No Comments


Need Help

Need Help Description

(success)

Popular Searches

Start chat button