تعتبر الدبلوماسية الثقافية أحد أهم أعمدة السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تأسست الإمارات على قيم التسامح والسلام والتي غرسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيب الله ثراه). وقامت استراتيجيته على إظهار الصداقة تجاه جميع الثقافات والشعوب، وتعزيز قيم الإسلام المعتدل والعمل مع جميع الدول لتحقيق الاستقرار والسلام في العالم.

وقد اتصلت هذه الاستراتيجية بالتقارب الأخوي مع دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة مملكة البحرين والتي شهدت في شهر أكتوبر عام 2019 افتتاح فندق "نزل السلام" في قلب مدينة المحرق القديمة والذي أعيد ترميمه بدعم من وزارة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتزامن مع "عام زايد" والذي يعد أول فندق يقع في مسار اللؤلؤ في المحرق والمدرج على قائمة التراث الإنساني العالمي. ويعكس نزل السلام أصالة الطراز المعماري لمملكة البحرين وتزين غرفه بأقوال مأثورة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ومع اقتراب هذه الذكرى تعكف وزارة الثقافة بالدولة بالتعاون مع هيئة الثقافة والآثار ومركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث بمملكة البحرين على افتتاح مشروع "الركن الأخضر" خلال شهر أكتوبر 2020 والذي سيكون مكتبة لأرشفة الفن البحريني، واستعادة المخطوطات وحفظ الكتب واللوحات الفنية.

ومبنى "الركن الأخضر" هو أحد المباني المتميزة في التصميم المعماري في المحرق حيث سيكون "الركن الأخضر "علامة فارقة في المحافظة على إرث إنساني يعكس غنى الحراك الأدبي والفنّي عبر العمل بحفظ الوثائق وهو العمل الذي يتطلّب منهجيّة وأساليب خاصة.

ويأتي هذا المشروع كأولى ثمار عدد من الإتفاقيات التي تم توقيعها مع مركز الشيخ إبراهيم خلال اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وذلك في إطار اهتمام والتزام الدولة بدعم مشاريع إحياء التراث والحفاظ على الموروث الثقافي في الدول الشقيقة والصديقة في منطقتنا العربية وحول العالم.

تعكس هذه المشاريع الثقافية حرص البلدين على الحفاظ على الإرث التاريخي للمنطقة وتحديداً الإرث المعماري من خلال ترميم البيوت القديمة في منطقة المحرق ويتوقع أن يكون مشروع الركن الأخضر متميزاً أيضاً نظراً لكونه بجانب حديقة عمودية ولدوره المهم في حفظ الأرشيف الفني لمملكة البحرين.

سلطان بن حمدان بن زايد آل نهيان

سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى مملكة البحرين