الإمارات .. نجاحات لا تتوقف

07/05/2020 عام | وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي

 2673     0

 

 مع بداية تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) و انتشاره عالمياً، اتضح بشكل جلي مدى جاهزية الدول للتعامل مع مثل هذه الأزمات، كما تكشفت قدرات الحكومات وجاهزيتها لإدارة الأزمات و الكوارث غير المتوقعة ومدى قدرة مؤسساتها على ضمان استمرارية أعمالها في الظروف و التحديات الكبيرة، ولاسيما مع الجائحة الحالية التي تعد واحدة من أكبر الأزمات التي مرت على العالم في وقتنا الحالي.

و ليس من السهل على أي دولة أن تتعامل بشكل منظم و دقيق مع مشاكل وكوارث غير طبيعية و غير مسبوقة مع عدم وضوح الصورة والخبرات السابقة  و توفر المعلومات الكافية  لاتخاذ القرارات المناسبة.

إلا أن دولة الإمارات نجحت في التعامل مع الظروف الحالية وإدارة الأزمة الحالية والتقليل من آثارها السلبية إلى حد كبير وفي كثير من القطاعات، و نجاح دولة الإمارات  لم يبدأ خلال الأزمة الحالية، بل بدأ قبل ذلك بكثير و تجلى هذا النجاح في العديد من المبادرات المبتكرة مثل تأسيسها للهيئة الوطنية لإدارة  الطوارئ والأزمات والكوارث ، وذلك للتعامل مع الأزمات و وضع خطط استباقية لضمان استمرارية الأعمال وتنسيق جهود إدارة الطوارئ و الأزمات على المستوى الاتحادي لضمان الجاهزية التامة.

نجاحات دولة الإمارات توالت هذه المرة من خلال التركيز على ملف الأمن الغذائي والمخزون الاستراتيجي للغذاء ووضعه ضمن أولى اهتماماتها، وأنشأت حقيبة  وزارية تعنى بهذا الموضوع وعملت على وضع الآليات والخطط لتوفير المخزون الاستراتيجي لمثل هذه الظروف لضمان الجاهزية المستمرة لدولة الإمارات والحيلولة دون وجود أي نقص في المواد الغذائية.

هذه الخطوة الاستشرافية سبقتها خطوات مهمة، تجسدت في تأسيس شركات أغذية حكومية وشبه حكومية داخل الدولة وخارجها، وتقديم الدعم إلى القطاع الزراعي والسمكي والثروة الحيوانية بكافة أنواعه حتى تتمكن من توفير جميع احتياجات الدولة من هذه المواد الرئيسية.

كما أن دولة الإمارات برؤيتها الاستراتيجية والاستباقية بعيدة المدى، حرصت كذلك على توفير المخزون الاستراتيجي لجميع المواد والسلع التي ترتبط بحياة الإنسان وتضمن استمرارية الأعمال، وهذا ما مكنها من إدارة ملف الأزمة بفاعلية والحد من الآثار السلبية لها.

ومع تداعيات انتشار هذا الوباء العالمي، تتكلل نجاحات دولة الإمارات في التعامل مع هذه الأزمة من خلال تأسيسها  لبنيه تحتيه عالية الكفاءة وبمعايير عالمية تشتمل على منظومه صحية حكومية وخاصة،  بدأً من مؤسسات و مستشفيات وعيادات وزارة الصحة و وقاية المجتمع وانتهاء بمستشفيات ودوائر الصحة التابعة لكل إمارة هذا بالإضافة إلى المؤسسات الصحية الخاصة التي تتميز كذلك بتوفر أفضل المعدات والكوادر الطبية.

كما أن دوله الإمارات نجحت في تأسيس  شبكة نقل بري و جوي و بحري و أسست لمركز لوجستي إقليمي يخدم المنطقة  والعالم و ساهم مساهمه فاعله في توفير سلاسل إمداد لكافة القطاعات الاقتصادية و عززت ذلك ببنية تحتية إلكترونية و بأنظمة  تقنية و إدارية ومالية ساهمت بشكل كبير وفاعل في استمرارية الأعمال بالرغم من القيود التي وضعت للحفاظ على حياة المواطنين و المقيمين و للسيطرة على تفشي المرض بالسرعة الممكنة. و دعمت ذلك كله بشبكة توليد وتوزيع الطاقة بكافة أنواعها ضماناً لاستمرارية الأعمال و عدم توقفها وعملت على إيجاد بدائل طبيعية لتوليد الكهرباء وعدم الاعتماد على مصادر الطاقة الإحفورية فقط.

نجحت دولة الامارات باقتدار في تطبيق مبدأ الحكومة الرشيقة التي تتأقلم بسرعة و مرونة و سهولة مع المتغيرات التي حدثت نتيجة الأزمة و أثبتت من خلال التحرك المتوازي على الصعد كافة، القدرة على السيطرة التامة على الأزمة، واستشراف في الوقت ذاته الحلول من التحديات والاستفادة منها لتعزيز تحقيق رؤيتها المستقبلية.

قراءة  دوله الإمارات الاستباقية مكنها من تقدير الوضع منذ البداية، وكانت لتوجيهات القيادة الرشيدة والمتابعة المستمرة الدور الرئيس في وضع الرؤية الاستشرافية واضحة الملامح، والتي مكنت المسؤولين وصناع القرار في جميع المجالات والقطاعات من التحلي بالثبات والحكمة واتخاذ القرارات والإجراءات المدروسة  و عدم الاعتماد على ردة الفعل الآنية، بل وضعت نصب عينيها تأثير كل قرار على مستقبل الوطن و المواطن و المقيمين على أرضها.

هذه النجاحات كانت مدعومة بمنظومة تحول رقمي ذكي عملت عليه دولة الإمارات منذ سنوات، والتي ساهمت  اليوم في تمكين  جميع القطاعات من ممارسة أعمالها، وتوظيف أفضل الوسائل لضمان العمل والتعليم عن بعد، والذي  يعد الركيزة الرئيسية في نجاح دولة الإمارات في استمرار منظومة العمل والتعليم لديها في حين أن الكثير من الدول حول العالم وفي سعيها للحد من انتشار الفايروس، اتخذت قراراً بإغلاق المؤسسات التعليمية وتعطيل العمل في القطاعين العام والخاص.

كما أن دولة الإمارات نجحت  في التعامل مع أزمات من نوع آخر، وأهمها أزمة  انخفاض أسعار النفط و تباطؤ الاقتصاد بشكل كامل و وضعت الحلول والبرامج المحفزة للاقتصاد، وقبل ذلك كله أعلنت قبل سنوات عن خطتها للإمارات ما بعد النفط، و بدأت بتنويع مصادر دخلها واستثماراتها و مصادر طاقتها و كانت سباقه في ذلك

نجحت إنسانياً في معاملتها لكل من يقيم على أرضها بأسلوب حضاري وإنساني وحفظت أمنهم و حقوقهم و وفرت لهم برامج مساعدات متنوعه تعينهم على تحمل آثار و تداعيات الأزمة، كما وفرت كذلك برامج للخدمات والفحوصات الطبية التي تمكنهم من التأكد من سلامتهم وصحتهم بشكل دائم. كما نجحت، وكعادتها، بالتزامها بتقديم المساعدات لجميع الدول التي أعلنت عن احتياجها لمعدات و موارد تمكنها من مواجهة الأزمة،  و كانت بهذا خير عون لمنظمة الصحة العالمية لدعمها للقيام بدورها تجاه دول العالم

نجحت دولة الإمارات في تنفيذ سياسه خارجية ناجحة و عملت بعثاتها الدبلوماسية في الخارج على التنسيق مع الحكومات و على إعادة مواطني الدولة إلى أرض الوطن، وذلك لضمان سلامتهم و صحتهم. ولم تكتف بنقل مواطنيها بل مدت يد العون لنقل وإيواء مواطنين من دول شقيقة وصديقة كانوا محتجزين في دول نتيجة إغلاق المطارات و منع السفر و رفض دولهم استقبالهم.

نجحت دولة الامارات في تثقيف و توعية الجميع و استشعارهم  لمسؤوليتهم تجاه أنفسهم و المجتمع كما نجحت في تهيئة الرأي العام لتقبل القيود التي فرضت الحركة بدون حدوث أي نوع من ردود الفعل السلبية.

اليوم و بعد مرور قرابة الشهرين و صلت الجهات المعنية بالتعامل مع الأزمه إلى مرحلة النضج  و الاستقرار في آلية التعامل و  التنسيق بين جميع الجهات المعنية و اتضح جلياً أن الإمارات نجحت في وضع وتنفيذ نظام صحي متكامل للتعامل مع الحالات المكتشفة، و وفرت لها جميع الإمكانيات وأهمها مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات و تشييد مستشفيات ميدانية جديدة و رفدها بكافة الموارد لتشغيلها في أسرع وقت.

النجاحات مستمرة على مستوى الأزمه بالتوازي مع استمرارية كافة الأعمال و عودة الحياه إلى طبيعتها تدريجياً مع المحافظة على الإجراءات الوقائية الضرورية لسلامة الجميع. وتستمر نجاحاتنا في ظل قيادة ميدانية استثنائية لا تؤمن إلا بالمركز الأول.

حفظ الله الإمارات قياده وشعباً ومقيمين من كل مكروه.    

بقلم : طارق هلال لوتاه 

وكيل وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي 
                                                                       


                                                                   

تعليقاتكم

لا يوجد تعليقات حالياً.


(success)
Start chat button