مدير المدرسة هو القائد في ميدان العلم والمعرفة، بفكره يُنيرُ دروب النّجاح لأبنائنا، وعلى يده تُبنى الأمجاد لمستقبل الأوطان ونهضة الأمم، وهو من يزرع بذرة الأمل ويسقيها بحب وعطف ليحصد الوطن أجيال تمتلك العلم والثقافة والمهارات المتنوعة، ولنسأل العلماء والخبراء والأطباء والمهندسين ورواد الفضاء من كان صاحب الفضل في بداية انطلاقتهم، فالمدرسة ومديرها ومعلميها هم السطر الأول لجميع قصص النجاحات الملهمة.

مدير المدرسة هو المُحرك الرئيس للعملية التّعليمية في الميدان التربوي، يؤدي واجباته الإدارية من متابعة المعلمين والطلبة، ويقوم بدوره الإجتماعي من خلال تواصله مع أولياء الأمور، أما من الجانب التربوي والتّعليمي فهو القدوة في غرس القيم الإيجابية وتوفير البرامج والأنشطة التي تدعم الطلبة وتُنمي مهاراتهم ومتابعة نتائجهم ووضع الخطط للإرتقاء بهم، وهو من يمتلك مفتاح الإيجابية في محيطه، فمتى ما كان صاحب همة عالية وروح إيجابية، تحولت المدرسة إلى شُعلة من النّشاط والتّفوق والعطاء، لذلك نقول وراء كل مدرسة مميزة مدير مبدع.

لازلت أتذكر ذلك الموقف لرجل يصطحب أبناءه في أحد الأسواق وقد شاهد مدير مدرسته، فصرخ بصوت عالٍ، بفضل هذا المدير أصبحت مهندساً لأكبر الشركات في الدولة، كنت طالباً كسولا ووصلت لمرحلة أفكر بها بترك الدراسة، لكن نصائحه وكلماته غيّرت حياتي حين قال لي (يا ولدي: الوطن بحاجة إلى عطاءك فلا تخيب أملنا) تلك الكلمات رفعت من همتي وزادت عزيمتي وقام أمام الجميع وقبل رأس مدير المدرسة، في رسالة عظيمة وجهها لجميع الحاضرين، مهما كبرنا في مناصبنا نظل مدينين بالفضل لمن كان السبب بعد رب العالمين في ما وصلنا اليه.

مدير المدرسة الإيجابي هو الذي يخلق بيئة من السعادة في مدرسته، ويطور من مهاراته الشخصية ويساهم بالمقترحات والأفكار التّطويرية ويمتلك القدرة على تجاوز جميع التّحديات التي تواجهه فالإدارة فن تحتاج لذكاء وإرادة وصبر، فجميع من حولك أنت مصدر قوتهم، وتذكر أن وراء كل مدرسة مميزة مدير مبدع.

من القلب الى القلب

سيبقى مدير المدرسة رمز لكل الأجيال، فمن يترك بصمة في محيطه ومدرسته فلن ينساه الجميع، كنا ولا زلنا وسنبقى نفخر بمن يُدير صروح العلم ونشير إليه بيدنا كلما شاهدناه (مديرنا لما كنا صغار).

في حياتنا يتواجد مدراء كُثُر، لكن يبقى لمدير المدرسة حب للأبد لأنه مدير القلوب والعقول.

بقلم المعلم فهد عبدالرحمن الطنيجي

وزارة التربية والتعليم