اليوم العالمي للعمل الإنساني: الإمارات نموذجٌ عالمي للعطاء
15/08/2025 الأعمال الخيرية والإنسانية | علي الحاج آل علي، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى اليونسكو
1428 0
اليوم العالمي للعمل الإنساني: الإمارات نموذجٌ عالمي للعطاء
في التاسع عشر من أغسطس من كل عام، يجتمع العالم تحت راية واحدة هي راية الإنسانية، لاستذكار تضحيات العاملين في المجال الإنساني وتجديد الالتزام بمد يد العون للمتضررين، فاليوم العالمي للعمل الإنساني ليس مناسبة رمزية فحسب، بل صرخة ضمير عالمي في وجه النزاعات والكوارث والأزمات المتصاعدة التي تهدد ملايين الأبرياء.
لطالما آمنت دولة الإمارات في ظل قيادتنا الرشيدة (حفظها الله)، بأن "الإنسان هو محور التنمية وغايتها"، وأن الاستجابة للأزمات الإنسانية هي مسؤولية أخلاقية لا تحتمل التأجيل، وذلك سيرًا على خُطى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تبنى نهج العطاء كركن أساسي في هوية الإمارات، التي أصبحت من أكبر المانحين الدوليين للمساعدات الإنسانية، وفقاً للأمم المتحدة.
منذ تأسيسها، رسّخت دولة الإمارات مفهوم العطاء؛ فكانت ولا تزال من أبرز الدول في تقديم المساعدات الإنسانية والتنمويّة، حيث قدمت منذ العام 1971 وحتى منتصف 2024 مساعدات خارجية تتجاوز قيمتها 360 مليار درهم (98 مليار دولار)، واحتلت الدولة لسنوات عديدة المركز الأول عالميًا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية نسبةً إلى دخلها القومي، بنسبة 1.31%، وهي ضعف النسبة العالمية المطلوبة التي حددتها الأمم المتحدة والبالغة 0.7%. ، ما يعكس التزامها المستمر بدعم الجهود الإنسانية على الصعيد العالمي.
لقد تولت دولة الإمارات عبر مؤسساتها الحكومية ومؤسسات العمل الخيرية عدداً من المبادرات النوعية لدعم الأشقاء في مختلف مناطق النزاع والأزمات، كان آخرها التدخل الإنساني في سقطرى واليمن لدعم الصحة المدرسية، وإعادة تأهيل المرافق الصحية والمدارس في المحافظات الأكثر تضرراً. كما قدّمت الدولة مساعدات عاجلة إلى المتضررين من الزلازل والفيضانات في باكستان وتركيا، وتواصل منذ سنوات دعم مخيمات اللاجئين السوريين والروهينغا وغيرها، من خلال توفير الغذاء والكساء والدواء والمستلزمات الأساسية التي تحافظ على كرامة المتضررين وتلبّي احتياجاتهم الإنسانية.
وفي هذا السياق، يتواصل الدعم الإماراتي للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني مثل "عملية الفارس الشهم 3"، التي تقدم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين في قطاع غزة، مما يعكس التزامها الراسخ بقيم العطاء والتضامن.
وفي إطار منظومة العمل الإنساني الدولية، تؤكد دولة الإمارات دعمها الكامل للمنظمات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) والصليب الأحمر والهلال الأحمر، إضافة إلى الشركاء الحكوميين وغير الحكوميين، ويرجع هذا الدعم إلى اعتبارات إنسانية بحتة، كما ينبع من إيمان راسخ بأهمية الاستقرار الإنساني كركيزة أساسية لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
إن التزامنا ليس وليد اللحظة، بل هو جزءٌ لا يتجزأ من هويتنا وسياساتنا الخارجية التي تضع الإنسان في المقدمه. وفي هذا اليوم نوجه تحيةً من القلب لكل من يخاطر بحياته لإنقاذ الآخرين في أصعب الظروف.