التمكين الاجتماعي ... طريق ذو اتجاهين

16/06/2025 عام | وزارة تمكين المجتمع

 360     0

التمكين الحقيقي أشبه بسيمفونية متناغمة بين دولة ترعى، وفرد يجتهد، وقطاع خاص يساند. وعلى أنغام هذه السيمفونية الرائعة، يمكننا معاً أن نسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتمكيناً للجميع.


لطالما ارتبط مفهوم "التمكين" بفكرة العطاء من طرف واحد؛ جهة عليا تقدم للأفراد ما يحتاجون من موارد وأدوات لكي تمكنهم من تحقيق أهداف معينة. لكن هذه النظرة، على أهميتها، تبقى غير مكتملة. فالتمكين الحقيقي ليس منحة، بل هو أشبه بالحوار، أو الشراكة النشطة. إنه مسؤولية مشتركة تتعمق مع الزمن لترسم ملامح مجتمع حيّ قادر على صنع مستقبله. 

بهذا الفهم، يمكن القول إن التمكين الاجتماعي هو دائرة متصلة من الفعل الإيجابي البناء، وهو في الحقيقة طريق ذو اتجاهين؛ فبينما تعمل الحكومات على تمكين أفرادها، ينهض الأفراد الواعون لتمكين مجتمعاتهم.

هذه الفلسفة تتجلى بوضوح في استراتيجية "وزارة تمكين المجتمع"، حيث لا تقتصر رؤيتها على تقديم الدعم، بل تعمل على بناء "مجتمع متمكن يشارك أفراده في بناء مستقبل مزدهر للوطن". هذه الرؤية تشكّل نقطة انطلاقنا لفهم أبعاد طريق التمكين الاجتماعي بما يمتاز به من ثنائية الاتجاه. 

الاتجاه الأول: الحكومة كرافعة للتمكين

تضع الحكومات الرائدة حجر الأساس لمجتمع التمكين من خلال منظومة متكاملة لا تترك أحداً خلف الركب. ويتجسد هذا الدور في ثلاثة محاور رئيسية، كما نرى في النموذج الإماراتي:

دعم اجتماعي يحقق الكرامة والاستقرار:  في هذا الإطار يمكن القول إن شبكة الأمان الاجتماعي هي أكثر من مجرد مساعدات مالية؛ إنها رسالة مفادها أن الدولة تقف خلف كل فرد. لذا، فإن "وزارة تمكين المجتمع" تهدف من خلال استراتيجيتها الجديدة إلى "رسم مسار للأفراد والأسر نحو حياة مزدهرة من خلال دعم شامل يحقق الأمن والاستقرار". ويشمل ذلك مبادرات مثل "برنامج الدعم الاجتماعي" الذي يقدم مساعدات مالية ويدعم الأسر في مواجهة التضخم. وإذا كان هذا الدعم يوفر للأفراد أسباب عيشهم اليومي، فإن الهدف الحقيقي يتمثل في توفير قاعدة صلبة ينطلق منها الفرد نحو الاعتماد على الذات والمساهمة الفاعلة.

إطلاق طاقات القطاع الثالث (مؤسسات النفع العام): تدرك الحكومات المبتكرة أن قوتها الحقيقية تنبع من المجتمع نفسه. ويعدّ القطاع الثالث، الذي يتألف أساساً من مؤسسات النفع العام والجمعيات الأهلية، بمثابة القلب النابض للمجتمع. لذا، تعمل الدولة على "تعزيز أثر القطاع الثالث في تحقيق الأولويات الوطنية". ويتم ذلك من خلال مبادرات استراتيجية  وفرد يجتهد، وقطاع خاص يساند. وعلى أنغام هذه السيمفونية الرائعة، يمكننا معاً أن نسير بخطى واثقة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وتمكيناً للجميع.

Your Comment

No Comments


Need Help

Need Help Description

(success)

Popular Searches

Start chat button