جامعة زايد والذكاء الاصطناعي: خطوة نحو تعليم يصنع المستقبل

16/07/2025 التعليم | جامعة زايد

 105     0

في عالم يتغيّر بسرعة، ويعيد تعريف كل شيء من حولنا، بات من الواضح أن التعليم الجامعي لم يعد مجرد قاعات ومحاضرات وكتب. إنه تحول شامل، رقمي، ذكي، ومتسارع. وسط هذا المشهد، أطلقت جامعة زايد خطوة جريئة تستحق التوقف عندها: انضمت رسميًا إلى المجلس العالمي للتعليم الرقمي (DEC)، لتكون أول جامعة في دولة الإمارات تخطو هذه الخطوة الطموحة. ما يميز هذا الانضمام ليس فقط أنه اعتراف عالمي بمكانة الجامعة، بل لأنه أيضًا التزام فعلي بمستقبل مختلف، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من التجربة التعليمية. وأنا أتابع هذا الإعلان، لم يكن الأمر مجرد خبر جامعي آخر، بل شعرت كأن الجامعة تفتح نافذة على عالم جديد، تخاطب فيه طلابها وأساتذتها بلغة المستقبل. الانضمام إلى مجلس يضم أكثر من 90 مؤسسة تعليمية من حول العالم لا يعني تبادل خبرات فقط، بل يعني أن جامعة زايد قررت أن تكون في الصفوف الأمامية، حيث تتشكّل مفاهيم التعليم الحديث، وتُعاد صياغة العلاقة بين الطالب والمعرفة. في حديثه عن هذا التحول، عبّر الأستاذ الدكتور مايكل ألين، مدير الجامعة بالإنابة، عن رؤية واضحة: الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا، بل ضرورة. هو الأداة التي ستُترجم المعرفة النظرية إلى مهارات واقعية، والتي ستساعدنا في إعداد طلاب قادرين على مواجهة المستقبل، لا الخوف منه. وهذا تحديدًا ما يجعل الخطوة أكثر من مجرد شراكة؛ إنها وعد بأن يكون التعليم في جامعة زايد تجربة أكثر عمقًا، وأكثر اتصالًا بالعالم الحقيقي. ما أثار إعجابي حقًا هو ما كشفته الجامعة عن خططها القريبة. بدءًا من صيف 2025، هناك مبادرتان سيتم إطلاقهما ضمن إطار المجلس العالمي: شهادة الذكاء الاصطناعي في التعليم العالي، والتي ستوجه لأعضاء الهيئة الأكاديمية، وبرنامج توعوي خاص بالطلبة لتعزيز وعيهم بأدوات الذكاء الاصطناعي. وهذا يعني أن التغيير لن يكون على مستوى البنية المؤسسية فقط، بل سيمتد إلى كل فرد داخل الحرم الجامعي - من المحاضر إلى الطالب. أعتقد أن مثل هذه الخطوات تعكس الفرق بين التعليم الذي يواكب الواقع، والتعليم الذي يصنعه. وبين جامعات تنتظر أن ترى أين يذهب العالم، وجامعات، مثل زايد، تساهم في تشكيل ملامحه القادمة. التحول الرقمي لم يعد فكرة طموحة على الهامش، بل أصبح واقعًا نحتاج أن نعيشه بكامل تفاصيله، وأن نكون جزءًا من صناعته، لا فقط من المتأثرين به.

Your Comment

No Comments


Need Help

Need Help Description

(success)

Popular Searches

Start chat button