تمثّل اللغة العربية ركيزة ثقافية وإنسانية وحضارية للمجتمعات العربية والإسلامية، وللإنسانية جمعاء.
وللغة العربية موقع بارز على مستوى العالم، فهي اللغة الرسمية لأكثر من 20 دولة، ويُقدّر عدد الناطقين بها اليوم بنحو 450 مليون نسمة، ما يضعها ضمن اللغات الأكثر استخداماً.
أما عالمياً، فإن أعداد الأشخاص في الولايات المتحدة الذين يتحدثون الألمانية أو الإيطالية في المنزل، انخفض بنسبة 36% و68% على التوالي، من عام 1980 إلى عام 2021، وزاد عدد المتحدثين باللغة العربية في المنزل بنسبة 581% خلال الفترة نفسها.
من الناحية الاقتصادية، أظهرت الدول الناطقة بالعربية نمواً ملحوظاً خلال العقد الماضي، ما يؤكد أهميتها كأداة اقتصادية حيوية في العلاقات الدولية.
لكن تعليم العربية في بعض الدول يعاني غياب المعلم المعدّ لتعليمها تعليماً فعّالاً.
وعلى الرغم من ذلك، شهدت بعض الدول في المنطقة خطوات إيجابية لتحسين جودة تعليم العربية، ولا ننس التنويه بأهم مبادرة للقراءة في العالم، وهي مبادرة «تحدي القراءة العربي» الذي ترعاه دولة الإمارات، فقد أثّر في ملايين الطلاب العرب وغير العرب، وحثّهم على جعل القراءة عادة يومية.
وقد قدّمت مراكز بحثية في الدولة كذلك، مثل مركز زاي لبحوث اللغة العربية، إسهامات كبيرة لدعم تعليم العربية.
ويمثّل مشروع «سرد» الذي مازال تحت مرحلة التجريب في 10 مدارس في دول عربية مختلفة، ومكنز «بارق» الذي يصنّف انقرائية 10 ملايين كلمة عربية بالذكاء الاصطناعي، خطوات بارزة لتعزيز مكانة اللغة العربية في بيئات التعليم والتعلم. على أننا مازلنا بحاجة إلى تضافر جهود المؤسسات التعليمية والحكومات، لتعزيز تعليم العربية وتطوير المناهج التعليمية.
ينبغي تدريب المعلمين وإعدادهم بأساليب متطورة تلبي احتياجات الطلاب، إضافة إلى تعزيز دور البحوث في وضع استراتيجيات نابعة من احتياجاتنا نحن، وليس بالقياس إلى الدول الأخرى حول العالم.
في اليوم العالمي للغة العربية، ندعو إلى تعزيز الوعي العام بأهمية استخدام اللغة العربية كأداة للتواصل اليومي والحياتي عند أولياء الأمور، كخطوة أساسية لتعميق ارتباط الجيل الجديد بلغته الأم أولاً، إذ إن للغات الأجنبية دوراً ثانوياً في حياتنا قد يرتبط بالعمل والوظائف، لكن دون السماح له بالتلصّص واحتلال كل أوجه حياتنا ومعاشنا وبيوتنا. اللغة العربية وطن.