تُواصل وزارة الصحة ووقاية المجتمع جهودها لترسيخ مكانة دولة الإمارات كنموذج إقليمي وعالمي في تطوير منظومات الرعاية الصحية، من خلال تعزيز جاهزية القطاع الصحي في مجالات دقيقة، وعلى رأسها ملف التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية. الذي يعد أولوية استراتيجية تعكس التزام الدولة بحماية الأرواح، وتحقيق أعلى مستويات الجودة في الرعاية الصحية الاستباقية والمستدامة التي تعد الركيزة الأولى في تلبية طموحات القيادة الحكيمة نحو بناء نموذج صحي عالمي ببصمة إماراتية.

ويشكل التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية أحد الركائز الأساسية لتحقيق الأمن العلاجي للمرضى المصابين بفشل عضوي. ويؤدي المركز الوطني لتنظيم التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية دوراً محورياً في إنقاذ حياة مئات المرضى، وذلك وفق منهجية مؤسسية ترتكز على الحوكمة، والشفافية، والعدالة بين المرضى.

كما يعد البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية (حياة) منصة اتحادية ذكية، تُعنى بتوحيد السياسات والإجراءات على مستوى الدولة، ورفع كفاءة منظومة التبرع، وتعزيز الموثوقية الطبية والأخلاقية. ويعتمد البرنامج على بنية تحتية رقمية متقدمة، تشمل قاعدة بيانات مركزية للمتبرعين والمتلقين، ومنظومة إلكترونية لتوزيع الأعضاء وفق معايير الإنصاف والحاجة الطبية، بما يضمن الاستجابة الفاعلة ومنح الأمل للمرضى أصحاب الأولوية.

ويواكب البرنامج مؤشرات أداء دقيقة ترتبط بزمن الاستجابة، وعدد المتبرعين المسجلين، ونسب النجاح في عمليات الزراعة، ما يعزز قدرة الدولة على قياس الأثر الصحي وتطوير السياسات بناءً على بيانات موثوقة. كما ترتكز المنظومة على إطار تشريعي متكامل يعزز الامتثال، ويحمي خصوصية الأفراد وكرامتهم.

وتواصل الوزارة بناء شراكات تكاملية مع نظيراتها إقليمياً وعالمياً ومع المستشفيات المرجعية، ومراكز الزراعة المعتمدة، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التبرع بالأعضاء، ما يسهم في توسيع شبكة الخدمات وتحقيق الاستدامة وزيادة الأثر الإنساني للتكافل المجتمعي عبر توظيف الإمكانات الصحية في إنقاذ حياة المرضى.