في إطار التزام هيئة الأوراق المالية والسلع بدعم رؤية القيادة الحكيمة لتمكين الشباب الإماراتي وتطوير القطاع المالي في الدولة، جاء برنامج "رواد الأسواق المالية" كأحد أهم المبادرات المستمرة الرامية إلى تعزيز القدرات الوطنية الشابة في المجال المالي، حيث أطلقت الهيئة هذا البرنامج في العام الماضي بالتعاون مع صندوق الوطن وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، ليكون خطوة محورية نحو إعداد كفاءات إماراتية مؤهلة لتحقيق أهداف التنمية الاقتصادية المستدامة لدولة الإمارات.

وتؤمن الهيئة أن التعليم والتدريب المستمرين هما الأساس لبناء اقتصاد وطني قائم على المعرفة، ويعكسان رؤية الهيئة في إعداد جيل جديد من الشباب القادر على قيادة المستقبل، وذلك لما تملكه هذه الفئة من قدرة على التكيف مع المتغيرات، واستيعاب التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، والذي يسهم بدوره في تعزيز كفاءة الأعمال وتطوير الأسواق المالية.

ويستقطب البرنامج بشكل سنوي الشباب العاملين في مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات المالية بالدولة، ممن وقع عليهم الاختيار وفق معايير عالية تعكس طموحهم وأهدافهم المهنية، ويهدف إلى تطوير مهاراتهم في مجالات الاستثمار والتداول بأسواق المال، بواقع 84 ساعة تدريبية تمتد لثلاثة أسابيع، يتلقى خلالها المشاركون تدريبًا مكثفًا على أساسيات الاستثمار، والأسس العالمية للأسواق المالية وأحدث الاتجاهات والابتكارات في التكنولوجيا المالية على الصعيد العالمي.

علاوة على ذلك، يمنح البرنامج المشاركين فرصة التقدم للحصول على شهادة "ممثل وسيط" في سوق العمل بعد استيفائهم الشروط المطلوبة، كما تتاح لهم الفرصة للحصول على شهادات دولية معترف بها في القطاع المالي، مثل شهادة "أساسيات الخدمات المالية" من المعهد المعتمد للأوراق المالية والاستثمار، وشهادة "أساسيات الاستثمار" من معهد المحللين الماليين المعتمدين، مما يضيف قيمة كبيرة إلى مساراتهم المهنية ويفتح لهم آفاقًا جديدة في سوق العمل.

ويعكس "رواد الأسواق المالية" حرص الهيئة على تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة نحو بناء كوادر وطنية قادرة على مواكبة التغيرات السريعة في القطاع المالي، خصوصًا مع توجه الدولة نحو اعتماد التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتقنيات المالية المتقدمة، التي تساعد في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز فرص الاستثمار.

وتؤكد الهيئة من خلال هذا البرنامج على التزامها الراسخ بدعم وتمكين الشباب الإماراتي وتزويدهم بالقدرات التي تفتح أمامهم آفاقًا جديدة في القطاع المالي، بما يضمن تطوير الاقتصاد الوطني وتحقيق رؤية الإمارات في أن تصبح مركزًا ماليًا عالميًا مبتكرًا ومتميزًا على مستوى العالم.