في كل مباراة نخوضها، في كل مضمار نتسابق فيه، وفي كل منصة نعتليها ملوّحين بعلم الوطن، هناك قيمة أساسية لا يمكن قياسها بعدد الأهداف أو الميداليات... إنها النزاهة. تلك الروح التي تمنح الرياضة معناها الحقيقي وتُكسب التنافس الشريف والروح الرياضية. من هذا المنطلق، تواصل وزارة الرياضة بذل جهودها لتعزيز هذه القيمة في الرياضة الإماراتية، لأننا نؤمن أن الرياضة ليست فقط قوة بدنية وتكتيك، بل هي قبل ذلك وبعده التزام بأخلاق رفيعة وسلوك قويم.
نعتبر في وزارة الرياضة أن كل من يعمل في القطاع الرياضي، من لاعبين ومدربين وإداريين، يمثلون الفريق المتكامل الذي يسعى معنا لترسيخ ثقافة "اللعب النظيف" في كافة جوانب الرياضة الإماراتية، فالفوز الحقيقي لا يتحقق فقط من خلال نتيجة المباراة، بل في الكواليس التي لا يراها الجمهور: في قرارات شفافة، وفي فرص متكافئة، وفي بيئة صحية تمنح كل موهبة حقها دون تمييز.
من هنا، وضعت وزارة الرياضة النزاهة في صميم رؤيتها وخطتها الاستراتيجية للارتقاء بالرياضة في الدولة، وجعلتها أساساً لحوكمة رشيدة تنقل مؤسساتنا الرياضية إلى مستوى جديد من الكفاءة والمصداقية. فكانت رؤية القيادة في الوزارة وتوجيهاتها بإنشاء إدارة مختصة بالحوكمة الرياضية، لا لتكون جهة رقابية، بل لتكون داعماً لكل من يسعى للعمل وفق المعايير الأخلاقية والمهنية الرفيعة، عبر تبني مبادئ الشفافية والإفصاح والنزاهة والمسؤولية والمسائلة وذلك بما يتوافق مع القوانين واللوائح الإقليمية والدولية، لتساعد الجهات الرياضية على الالتزام بتلك اللوائح والأنظمة، ليس لمجرد الالتزام، بل لأننا نريد لرياضتنا أن تكون نموذجاً يُحتذى به في المنطقة والعالم.
نعرف تماماً أن مبادئ النزاهة والعدالة وتكافؤ الفرص وترسيخها في أذهان الجميع عملية متواصلة، تبدأ من الوعي وتنتهي بالسلوك. ولهذا نحرص على تعزيز ثقافة النزاهة الرياضية وفقاً لأفضل الممارسات العالمية من خلال ورش العمل، والمبادرات التوعوية، والتعاون الوثيق مع كافة اللجان المختصة والاتحادات والأندية. فكل مؤسسة رياضية، وكل فريق، هو شريك في هذه الرحلة، ومسؤول عن أن يُقدّم مثالاً يُحتذى به في السلوك والممارسة.
ولأن النزاهة لا تكتمل دون التصدي للمنشطات، فإننا نكثف العمل في هذا الإطار بالتعاون مع شركائنا في القطاع الرياضي، من خلال إطلاق حملات توعوية ومبادرات نوعية، لإيصال رسالتنا بشكل واضح برفض تشويه روح الرياضة أو العبث بصحة الرياضيين. نريد ملاعبنا ومسابقاتنا أن تبقى ساحةً عادلة، لا مكان فيها إلا للموهبة الحقيقية والتدريب والعمل الجاد.
كما نحرص في وزارة الرياضة على تهيئة بيئة آمنة، خالية من العنف والتمييز والسلوكيات السلبية في ملاعبنا; بيئة يجد فيها كل رياضي ومسؤول ومشجع مكانه بكامل الثقة، ويشعر فيها بأن القانون يحميه، وأن الأخلاق تسبق القوانين. فالحوكمة التي نسعى لترسيخها ليست مجرد قواعد، بل روح تنبض في قلب المنظومة الرياضية الوطنية، لتُكسبنا جميعاً شغف التحدي الرياضي النظيف، والرغبة في تحقيق الإنجاز على أرض تحيطها الشفافية والعدالة.
باختصار، نحن لا نكتفي بالسعي وراء حلم أن تكون رياضتنا ذات تنافسية عالية في كافة المحافل الأولمبية والعالمية، بل نريدها أن تكون رياضة يُضرب بها المثل في نزاهتها، ويُشار إليها بالبنان في أخلاقياتها. هذا هو طريقنا، وهذه هي رسالتنا، وسنواصل المسير بثقة، لأننا نؤمن أن الإنجاز الحقيقي لا يكتمل إلا إذا كان نزيهاً.