المرأة الإماراتية.. ركيزة التنمية ورائدة الإبداع

28/08/2025 عام | سعادة عائشة زايد الزعابي - الوكيل المساعد لقطاع الخدمات المساندة في وزارة الثقافة

 324     0

يأتي يوم المرأة الإماراتية الذي يقام هذا العام تحت شعار "يدًا بيد نحتفي بالخمسين" ليجدد الاعتزاز بمسيرة ملهمة للمرأة التي تعد ركيزة أساسية للتنمية الشاملة، حيث وضعت القيادة الرشيدة تمكين المرأة كأولوية استراتيجية، إيمانًا بقدرتها على الإسهام في مختلف القطاعات، ولا سيما الصناعات الإبداعية التي باتت اليوم من المحركات الرئيسة للاقتصاد الوطني. لقد أرست دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجًا فريدًا في دعم المرأة، بفضل الرؤية الحكيمة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، ومواصلة هذا النهج بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة "حفظه الله"، ورعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك "أم الإمارات" التي تبنت مبادرات نوعية لفتح آفاق أوسع أمام المرأة في مجالات الثقافة والفنون وريادة الأعمال الإبداعية. تشكل المرأة الإماراتية أكثر من نصف المجتمع، وهي شريك أساسي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وبحسب أحدث إحصاءات وزارة الموارد البشرية والتوطين فإن النساء يُشكّلن 66% من القوى العاملة لدى الجهات الحكومية في دولة الإمارات، وما يزيد على 30% منهن يشغلن مناصب قيادية، كما شهد القطاع الخاص نموًا في مشاركة النساء في سوق العمل بنسبة 21%، حيث شكلت النساء اللواتي يعملن في وظائف مهارية ما نسبته 46% من إجمالي القوى العاملة النسائية في القطاع الخاص. وفي وزارة الثقافة، نفخر بأن لدينا (63%) من الكوادر الوطنية النسائية يعملن في مختلف القطاعات، ويساهمن بجدارة في تحقيق رسالتنا وتعزيز حضور المرأة الإماراتية في مسيرة التنمية الثقافية والإبداعية. وتُعد السياسة الوطنية لتمكين المرأة الإماراتية (2023 - 2031) خير دليل على جهود الدولة في هذا الشأن، حيث تهدف هذه السياسية إلى توجيه صناع القرار في المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية، وكذلك القطاع الخاص والمجتمع المدني، لتعزيز جهود تمكين المرأة وريادتها . كما أن مبادرات مثل "نزرع للاستدامة"، التي ترعاها "أم الإمارات"، تُركز على دعم ريادة الأعمال الزراعية النسائية، مما يعزز التنمية الاقتصادية المستدامة. وفي قطاع الصناعات الإبداعية، أثبتت المرأة الإماراتية حضورًا لافتًا في مجالات متعددة، منها الفنون التشكيلية، والتصميم والأزياء، والإعلام والنشر، والإنتاج الفني، وكثير من هذه المشاريع انطلقت كمبادرات فردية لتتحول لاحقًا إلى علامات تجارية وثقافية ناجحة، أسهمت في تعزيز الهوية الوطنية وتصدير الثقافة الإماراتية إلى العالم. كما أن وجود منصات ومهرجانات كبرى داخل الدولة، أتاح للمرأة عرض إبداعاتها، والتواصل مع الأسواق العالمية، وتبادل الخبرات مع رواد الإبداع حول العالم. إن دعم المشاريع الريادية للمرأة في هذا القطاع ليس فقط تمكينًا اقتصاديًا، بل هو استثمار في بناء مجتمع مبتكر ومتعدد الموارد، فالصناعات الإبداعية تتميز بقدرتها على الدمج بين التراث والابتكار، وهو ما تجيده المرأة الإماراتية بجدارة، فهي توظف التقنيات الحديثة لعرض الفنون التراثية، وتطور منتجات تستلهم الثقافة المحلية بروح عصرية، مما يفتح آفاقاً جديدة للتنمية المستدامة. ومع استمرار المبادرات الوطنية الداعمة، مثل الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة، ومشاريع حاضنات الأعمال الإبداعية، ستظل دولة الإمارات أرضًا خصبة لنجاح المرأة، ومركزًا جاذبًا للمبدعات اللواتي يسعين إلى إحداث أثر ثقافي واقتصادي مستدام. إن تمكين المرأة الإماراتية ليس هدفًا بحد ذاته، بل هو استثمار في مستقبل الدولة، ومع استمرار دعم قيادتنا الرشيدة، وتوسع المبادرات الوطنية، ستظل المرأة محركًا للابتكار والتنمية، وستبقى دومًا شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.

Your Comment

No Comments


Need Help

Need Help Description