تطوير إدارة المجال الجوي في الإمارات بالتصور ثلاثي الأبعاد والحجز الرقمي تُعد إدارة المجال الجوي من التحديات المعقدة التي تتطلب اعتماد حلول مبتكرة وفعّالة. وفي هذا السياق، طورت الهيئة العامة للطيران المدني أداتين رقميتين رئيسيتين تهدفان إلى تحسين تنظيم المجال الجوي، وتخطيط العمليات، وتعزيز كفاءة الأداء. تتمثل الأداة الأولى في نظام التصور الثلاثي الأبعاد للمجال الجوي الإماراتي، الذي طورته الهيئة داخلياً باستخدام تقنيات معلومات الخرائط. ويوفر هذا النظام نموذجاً تفاعلياً مفصلاً لمنطقة معلومات الطيران (FIR) التابعة للدولة ، وهو المجال الجوي الخاضع لسيادتها. وتتيح الأداة للمستخدمين استعراض بيانات المجال الجوي بجميع مكوناته، بما يشمل المناطق المقيدة والخطرة، ومناطق التدريب، وغيرها، إلى جانب نقاط الملاحة والبيانات الخاصة بالارتفاعات. ويسهم هذا النظام في تعزيز القدرة على تصور المجال الجوي بشكل أوضح، ودعم اتخاذ قرارات دقيقة في مجالات تخطيط العمليات وإدارة الحركة الجوية. وتتميز الأداة بقدرتها على تبسيط هياكل المجال الجوي المعقدة ضمن عرض واضح وسهل الاستخدام، مما يدعم التنسيق بين مقدمي خدمات الملاحة الجوية، الجهات التنظيمية، وأصحاب المصلحة. هذا التطور يتماشى مع رؤية الإمارات الاستراتيجية في تبني الحلول الرقمية لتعزيز السلامة والكفاءة في قطاع الطيران. أما الثانية، فهي نظام حجز المجال الجوي الرقمي، الذي يُعد منصة متكاملة لإدارة حجوزات مناطق التدريب للمشغلين المدنيين والعسكريين. يعمل النظام على أتمتة وتسهيل عمليات الحجز، ما يقلل من التأخيرات الإدارية ويزيد من شفافية الإجراءات. كما يوفر واجهة استخدام مبسطة تدعم المشغلين الوطنيين في تقديم وإدارة طلباتهم بشكل فعال، متوافقاً مع مبدأ الاستخدام المرن للمجال الجوي وتفعيل التعاون المدني العسكري. تشكل هاتان الأداتان خطوة نوعية في إطار إدارة المجال الجوي في الإمارات، وتعكسان التزام الهيئة بالتحول الرقمي والإدارة الاستباقية، ما يسهم في تحقيق استخدام آمن وأكثر كفاءة لموارد المجال الجوي ودعم النمو المستدام لقطاع الطيران.