شباب الإمارات.. إبداعٌ لا يعرف الحدود

15/08/2025 عام | أسماء الحمادي الوكيل المساعد لقطاع تنمية المبدعين المكلف في وزارة الثقافة

 325     0

اليوم الدولي للشباب، نحتفي فيه بطاقات الشباب ودورهم المحوري في تشكيل ملامح الحاضر وصناعة مستقبلٍ أكثر إشراقاً وإبداعاً. وفي دولة الإمارات، لا ننظر إلى شبابنا من منظور مستقبلٍ واعدٍ فحسب، بل بوصفهم قادة للمعرفة، ومحرّكين للتنمية الثقافية والإبداعية في الحاضر، وهم بناةٌ حقيقيون لمرحلة جديدة من الازدهار. إن رؤية قيادتنا الرشيدة - حفظها الله - واضحةٌ وجلية بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لمسيرة التنمية المستدامة، فقد أولت دولتنا الشباب اهتماماً استثنائياً، ووفّرت لهم كل مقومات النجاح، ووضعتهم في قلب استراتيجياتها الطموحة، ومنها "نحن الإمارات 2031"، والاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، لكونهم شركاء فاعلون في رسم السياسات وقيادة التغيير الإيجابي. في وزارة الثقافة، نؤمن إيمانًا راسخًا بأن الاستثمار في طاقات الشباب الإبداعية، استثمارٌ في الأصول الثقافية الأكثر قيمةً لأمتنا، لأن الثقافة هي الهوية، والإبداع هو اللغة التي تترجم تراثنا العريق إلى رؤى معاصرة تثري الحوار الإنساني العالمي، ولهذا يضع قطاع تنمية المبدعين نصب عينيه مهمةً أساسية، هي تمكين الشباب المبدع في جميع مجالات الثقافة والفنون والآداب والتراث، وتوفير البيئة الداعمة التي تسمح لمواهبهم بالازدهار والوصول إلى العالمية. إن قطاع تنمية المبدعين يعمل بجدٍ لخلق بيئة داعمة للإبداع، حيث نسعى لتوفير منصات تسهم في إبراز طاقات الشباب الإماراتيين في مختلف المجالات الثقافية والفنية، عبر برامج مثل "البرنامج الوطني لمنح الثقافة والإبداع"، الذي يدعم المبدعين الشباب في مجالات الفنون البصرية، والموسيقى، والأفلام، والمسرح، وغيرها، وهذا الدعم لا يقتصر على التمويل المادي فحسب، وإنما يشمل أيضاً تنمية المهارات، والسفر الدولي لتبادل الخبرات، والترويج لأعمالهم محليًا وعالميًا. ندرك في وزارة الثقافة أن الإبداع لا يعرف حدودًا، ولذلك عملنا على إرساء شراكات استراتيجية مع مؤسسات عالمية، كاليونسكو والهيئات الثقافية الكبرى، لتمكين شبابنا من الانخراط في برامج تبادل ثقافي وفني، وهذه التجارب تُثري قدراتهم وتفتح أمامهم نوافذ جديدة للتعلم والتعاون، كما تعكس صورة الإمارات كمنصة عالمية للاحتواء الثقافي والتنوّع الحضاري. ولا يكتمل تمكين الشباب من دون تعزيز دور الأسرة والمجتمع، فالبيئة الداعمة تساهم في بناء شخصياتهم وصقل مهاراتهم، وتشجّعهم على المشاركة الإيجابية في الحياة الثقافية والاجتماعية، لذا نحرص على إشراك الأسر وتفعيل برامج توعية تعزّز ثقافة الحوار وتَقبُّل الأفكار الجديدة. نطمح إلى مجتمع شبابي قادر على الابتكار وتصدير ثقافة الإمارات إلى العالم، بفضل منظومة متكاملة من الدعم المؤسسي والفرص النوعية، وندعو شبابنا إلى استغلال هذه الفرص لتحقيق طموحاتهم وصناعة مستقبل ثقافي زاهر، فالشباب الإماراتي يمتلك إمكانيات هائلة، وقد أثبت ذلك بإنجازاته التي تجاوزت الحدود المحلية لتصل إلى العالمية. نحن نفخر بكل شبابنا الذين أسهموا في تعزيز المشهد الثقافي الإماراتي، ونؤكد أن الثقافة ليست مجرد نشاط، بل نمط حياة يعزز الهُوية الوطنية، ويسهم في بناء مجتمع حيوي واقتصاد متطور، فلنحتفل معًا باليوم الدولي للشباب، باعتباره فرصة لتجديد العهد بتمكين جيل المستقبل.

Your Comment

No Comments


Need Help

Need Help Description