في يوم الشباب العالمي، نقف جميعًا أمام مسؤولية عظيمة تجاه جيل المستقبل، جيل الطموح والطاقة والإبداع. إن الشباب هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع، وهم المحرك الأساسي لمسيرة التنمية والابتكار في دولتنا الحبيبة الإمارات.

لقد آمنت دائمًا بأن الاستثمار في الكفاءات الشابة هو الرهان الأنجح لبناء مؤسسات قوية ومستدامة. وأعتز أنني حظيت في بداياتي بفرصة لإثبات ذاتي وتحمل المسؤولية، وهو ما شكّل نقطة تحول في رحلتي المهنية. وأحرص اليوم على اكتشاف القدرات الواعدة بين زملائي وزميلاتي في الهيئة، ومنحهم الثقة والدعم اللازمين ليكونوا روّادًا في مشاريع ومبادرات يشرفون بأنفسهم على إدارتها وتنفيذها.

ولا يسعني في هذا المقام إلا أن أستلهم رؤية الوالد والقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي قال: «إن بناء الإنسان أصعب من بناء المصانع، وإن أكبر استثمار للمال هو استثماره في خلق الأجيال من المتعلمين والمثقفين.» وقد جسدت هذه الحكمة العميقة أساس النهضة الإماراتية، وغرست فينا الإيمان بأن بناء الإنسان وتنمية العقول هو حجر الأساس لكل تقدم وازدهار.

إن تمكين الشباب لا يقتصر على إسناد المهام فقط، بل يمتد إلى توفير بيئة محفزة تتيح لهم الإبداع والمبادرة، وتمنحهم المساحة للتعلم من التجربة والخطأ، وتدعمهم بالتوجيه والإرشاد. نحن في هيئة الأوراق المالية والسلع نؤمن بأن كل شاب وشابة يحملون في داخلهم طاقات وقدرات هائلة، وما علينا إلا أن نكتشفها ونوفر لها المسار الصحيح للنمو والتطور.

أدعو جميع المدراء إلى منح الشباب الفرصة للمشاركة في صنع القرار وقيادة المبادرات والمشاريع، فالشباب هم الأقدر على فهم تحديات العصر واستشراف المستقبل. كما أدعو شباب الهيئة من الجنسين إلى المبادرة وعدم التردد في طرح الأفكار والمبادرات، فكل فكرة جديدة هي فرصة لبناء غدٍ أفضل.

في يوم الشباب العالمي، نجدد التزامنا في الهيئة بأن نكون الداعم الأول للشباب، وأن نواصل الاستثمار في تطويرهم وتمكينهم، إيمانًا منا بأنهم صُنّاع الغد وقادة المستقبل.

وليد سعيد العوضي

الرئيس التنفيذي

هيئة الأوراق المالية والسلع