بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،

فلا يخفى عليكم أن للزكاة دور مهم في ترسيخ الأمن في المجتمع، يتضح ذلك من خلال محورين:

المحور الأول:

علاقة بيت المال بتحقيق الأمن الاجتماعي وطيدة من خلال قيام المزكين بإخراج زكاة أموالهم، مما يترتب على هذا الفعل مجموعة من الآثار التي تنعكس في تحقيق الأمن الاجتماعي من خلال الآتي:

1-  تطهير نفس المزكي من الشّحّ والبخل وهذا خاص بالزكاة، قال الله تعالي ﴿خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلواتِكَ سَكَنٌ لّهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [سورة التوبة:الآية102]. فهذه الآية دلت على أن المزكي تطهر نفسه من الشح والبخل، وكما يسلم ماله من الآفات التي قد تصيبه من جراء عدم تزكيته للمال الذي عنده، مما يؤدي إلى أن يبادر هو بدفع الزكاة للمستحقين.

2-  يعتاد الإنسان الصدقة على الفقراء والمحتاجين مما يزيد من التماسك بين أفراد المجتمع الواحد فيتحقق الأمن الاجتماعي.

3-  تعدّ زكاة المال من ركائز النِّظام الاقتصادي الإسلامي، فهي الدواء الناجع للمشكلات الاقتصادية ومنها: مشكلة تكدّس الأموال في يد فئة قليلة من النّاس ما يؤدي إلى زيادة الفوارق بين الطبقات، قال الله تعالى: ﴿كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾، [سورة الحشر: الآية7] والتي يقل عندها عدد الفقراء ويتحقق الأمن الاجتماعي وتتحقق العدالة الاجتماعية.

4-  تنمية المجتمع وزيادة موارده من التجارة والصناعة، والذي سيحقق الرفاه الاجتماعي للمجتمع والذي بدوره سيزيد إيرادات الزكاة للمستحقين.

المحور الثاني:

أما بالنسبة إلى المحور الثاني، فيظهر جليا مدى علاقة الزكاة بالأمن الاجتماعي من جانب المصروفات، وبيان ذلك من خلال الآتي:

1-  من أخطر الأمور التي تهدد الأمن حينما تجوع البطون؛ لذلك فإن صرف الزكاة لمستحقيها وفق الآلية التي ذكرها القرآن في الأصناف الثمانية من أهم دواعي الألفة والمحبة والتواد.

2-  تقوم الزكاة بعلاج الفقر من خلال تحويل الفقراء من الرعاية إلى التنمية لرفع مستواهم المعيشي، بحيث يعتمدون على أنفسهم، وبذا يقضى على البطالة في المجتمع، لذا قال الفقهاء: أما من يحسن حرفة تكفيه الكفاية اللائقة به فيعطى ثمن آلة حرفته. وهذا في الزكاة ففي بقية الموارد من باب أولى.

ومن خلال ما سبق يتبين لنا أن علاقة الزكاة بالأمن الاجتماعي علاقة وطيدة، كونها أحد المصادر التي تحقق الأمن الاجتماعي.

الدكتور محمد سليمان البلوشي

صندوق الزكاة